بعد عودته من المولد السوري والعراقي بخفي حنين يمم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجهه صوب الصومال لبناء قاعدة عسكرية في خليج عدن بعد نجاح تجربته على الأراضي القطرية بهدف توسيع مبيعات الصناعات العسكرية التركية والبحث عن أسواق جديدة للأسلحة الصغيرة والمتوسطة التي تنتجها أنقرة تركيا حيث تصنف في المرتبة السادسة عشر عالميا من حيث انتاج الصناعات العسكرية وتأمل أنقرة برفع مبيعاتها خلال السنوات القليلة القادمة بعد عرض المروحيات التركية وطائرات بدون طيار في الأسواق العالمية ويبدو أن السوق الصومالية أول الأسواق في ظل التموضع التركي الجديد.
قبل عقود فشلت تركيا في دخول النادي الأوروبي وأغلقت أبواب بروكسل في وجهها فيممت وجهتها صوب نظرية صفر عدوات بما يضمن لأنقرة مكان الريادة في المنطقة بما تمتلكه من مقومات اقتصادية وسياسية وعلاقات دولية متينة ومع سقوط نظرية الصفر مشاكل وتحولها لصفر صداقات أعاد السلطان الجديد رجب طيب أردوغان حرب إحياء السلطنة العثمانية من بوابة ما يسمى الربيع العربي بأدواته الإخوانية من مصر إلى ليبيا فسورية والعراق.
فشل مشروع إسقاط سورية وخرجت أنقرة من المعادلة السورية السياسية وذهبت المليارات التي صرفتها حكومة العدالة والتنمية على الدمى السورية في فنادق اسطنبول أدراج الرياح بعجزها عن إحداث اختراق سياسي يقنع مشغيلها قبل خصومها بقدرتها على العمل السياسي فيما اندحرت المجموعات التركية على الأرض من كسب إلى سلمى وجبال التركمان فالريف الحلبي ليقف الجيش السوري على أبواب الباب بمحاذاة الحدود التركية معلناً الخروج الفعلي لتركيا من المعادلة العسكرية في سورية.
على الضفة الثانية من الحدود التركية أنهت العراق المغامرة التركية في التوغل بأراضيها واندحر مشروع توسيع القاعدة بعد انكشاف العلاقة العضوية والدور الفاعل لتركيا في دعم تنظيم داعش الإرهابي.
لم يبقَ لتركيا سوى البوابة الإفريقية لمد نفوذها السياسي والعسكري فاختارت النقطة الأضعف والأكثر استراتيجية في خليج عدن ومدخل البحر الأحمر في الصومال لبناء قاعدة عسكرية تشكل منطلقاً تركي باتجاه القارة الإفريقية وبذلك تدخل تركيا في شراكة استراتيجية غير معلنة مع فرنسا صاحبة النفوذ الأكبر في إفريقيا فبعد التشبيك مع السعودية في المواجهة ضد إيران تنسج علاقاتها في الركب الفرنسي على أمل تعويض ما فاتها في الجبهات التي خرجت منها عنوة.
اندحرت السلطنة في أوربا وآسيا فلم يبقَ لأحلام سلطانها منقذاَ سوى إفريقيا من البوابة الصومالية على أمل أن ينعم أردوغانها بموزها بعد تلذذه بالطعم القطري.
2016-01-19 | عدد القراءات 4066