علوش لغم سعودي قابل للتفكيك ..... مقدمة نشرة أخبار توب نيوز بقلم سعد الله الخليل

لا يخرج الإعلان عن وفد ما سمتها الرياض هيئة التفاوض لمؤتمر جنيف 3عن سلوك المملكة السعودية في  التعاطي مع الأزمة السورية خلال سنواتها الخمس القائم على مبدأ إحراق أي مبادرة للمضي قدماً في الجهود السلمية للحل السياسي ولعل خطوة تسمية ممثل تنظيم "جيش الإسلام" محمد علوش ككبير لمفاوضي وفد الرياض المعارض علوش الذي يصفه إعلام جيش الإسلام بشقيق زهران علوش والذي ساهم مع رفيق دربه في تأسيس العمل المسلّح لجماعته عبر تأمين الدعم المادي له.

بعيداً عن حيثية علوش كصورة عن زهران من حيث النشأة والارتباط السعودي فإن في تعينيه استفزاز سعودي للقوى الدولية التي أعلنت بأن لا مكان لزعران علوش وغيرها من الفصائل المحسوبة على التنظيمات الإرهابية قاعدية الهوى ودموية الهوية وإن صنفتها المملكة السعودية في خانة المعارضة المعتدلة فتصنيف المملكة التي تعتبر الفكر الوهابي معتدلاً من الطبيعي أن تنتج قوى على شاكلة تنظيمات "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" و"الجبهة الشامية" و"أجناد الشام".

أقحمت المملكة اسم علوش كبيراُ لمفاوضي المعارضة في تحدي لموسكو التي أعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف رفض المناقشة بمشاركة تلك التنظيمات في حين وقفت واشنطن موقف مساند للملكة عبر تسريب معلومات بأن جيش الإسلام لن تدرجه الأردن في قائمة المنظمات الإرهابية في مسعى لوضع عراقيل تبرر تأجيل انعقاد الملتقى في الموعد المحدد دون نسفه.

بالرغم من ابراز قضية مشاركة علوش في المفاوضات كونها أبرز معرقلات اللقاء فإن مواطن الخلاف الحقيقية تتخطى علوش وتندرج في سياق التفرد السعودي بالإصرار على استبعاد المكون الكردي من المفاوضات وهو ما ترفضه القوى الدولية الكبرى ومحط إجماع في  ظل الإصرار الروسي والرضى الأميركي والموافقة الإيرانية والطلب السوري بضرورة مشاركة كل الأطياف السورية وهو ما سيدفع بالقوى الدولية الكبرى بفرض الرؤية التوافقية على المملكة ومن هنا تأتي أهمية زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الرياض لطرح الرؤية الروسية التي تقوم على خياري تطعيم وفد الرياض المعارض وفق الرؤية الروسية أو الذهاب إلى جنيف بوفدين معارضين وفي الحالتين ستسقط مشاركة علوش في المفاوضات وتسميته الفضفاضة توحي بسهولة التخلي عنه في لحظة إحقاق الحقيقة الدولية لتجعل من خطة تبنيه لا يتعدى كونه لغم سعودي قابل للتفكيك بفعل القوة الأميركية والروسية.

2016-01-21 | عدد القراءات 8040