تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل

..........بداية الحلقة ...........

"سنستعرض السيناريو الذي ستسير عليه الازمة في سوريا وسياق العام الحالي في ضوء التطورات التي باتت واضحة سواء في الاتجاه السياسي او العسكري ففي السياسي لدينا اجتماع ميونخ المقرر انعقادة في 11 الشهر الحالي الذي يضم كل الدول التي شاركت في فيينا وفي الشق العسكري هناك حديث يتم تداوله عن التدخل تركي وحشد دولي للعمل العسكري في سوريا هل هناك افق لهذه الفرضية سنتكلم عنها وبين هاتين هناك حقائق ووقائع وفيها تمسك سوري روسي ايراني قوي لا تراجع فيه ومن اولوياته تصنيف التنظيمات الارهابية ومن ثم تطبيق الشرط المنصوص عليه 2254 من جهة بأن يكون شاملاً لجميع اطراف المعارضة.

في هذا المشهد العسكري والسياسي نحن سنحاول في هذه الحلقة ان نتقوف امام اعادة رسم الاولويات حتى لا نتوه في المناقشة للحدث بعينه وهنا يجب ان نجيب على السؤال هل اذا كان لدى اميركا نية في الحضور العسكري في سوريا مباشر ؟ هذاهو التوقيت المناسب؟ هل تفاجئت بمعطيات ممكن ان تأخذ عليها قرارا جديداً لم يكن وارداً لديها من قبل؟ هذا شق والشق الاخر تركيا والسعودية هل يمكن ان تتدخلان بدون غطاء او شراكة بدون قرر اميركي؟ نعرف هذا من سياق الاربع سنوات التي مرت فقد مر فرص كثيرة وظروف ومعطيات.

واذا وضعنا يدينا جيداً على القواعد التي تصنع المسار ونستنجها بشكل صحيح من الذي مضى بمراقبتنا للظواهر التي قد مرت خلال خمس سنوات وعندما نستخرج استنتاج ان الاميركي لن يتدخل سنناقش على ضوءه الفرضية التركية والسعودية واذا كان سيتدخل نناقش فرضية اخرى.

بداية من الموضوع الاميركي ومن شيئ لا يجوز ان يغيب عن ذهننا وهو ان كل السياق الذي بني عليه الربيع العربي او الفوضى الهدامة الااميركي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي توجه للسيطرة على العالم عبر حملة امبراطورية عسكرية بدأها في كوسوفو مهمتها روسيا ثم افغانستان ثم العراق مهمتها ايران وسوريا وبالتالي فشلت الحمل الامبراطورية وصلت الى العجز عن تحقيق اهدافها هذا فرض معادلة جديدة وبهذه المعادلة ولد ما يسمى بالربيع العربي وهو محاولة لإحداث تغيير بطريقة اخرى وهي الدخول الى السياسية من غير بوابة الحرب والعنوان البديل او الجديد هو الامبراطورية العثمانية اي الدوة القوية التي حميناها انتهى زمنها ونريد ان نكسر الدولة الوطنية في العراق وسويا ومصر وليبيا وتونس ان كانت بصفنا او ضدنا نفرطها لصالح مناخ شعبي ونصنع لعبة ديمقراطية وحروب اهلية وفكفكة للنسيج الاجتماعي في هذه الدول لنضعف قدارتها على التفاوض لنصل الى معادلات سياسية لصناعة مانريد على الساحة السياسية وكان بقلب الخيارات خيار يتقدم وهو ما سمي بالخيار التركي العثماني الذي يقول بتسليم المسلمين السلطة في مصر وفي اليمن ويتمكنون من ادراة المنطقة على هذا الاساس  هذا ما قدم وان فشل نذهب الى الفوضى والحروب الاهلية.

ومن جهة اخرى ميونخ الحلقة الاولى في وحي كل ذلك الكلام هل السعودي والتركي اذا كان الاميركي ليس بوارد التدخل يجرأون على التدخل لو كان يجرأون لما وقفوا دون فعل شيئ عندما سحب الاساطيل ولم يكن الروسي حينها قد تدخل بعد وكانت لديهم الفرصة اكبر وكان الفرنسي يقول لدينا طائرات جاهزة للتدخل عسكريا تحالف كالعدوان الثلاثي على مصر لم يكن هناك اميركا ...لماذا ارتعب الفريق بكامله عندما صرح الاميركي بعدم تدخله وعن حله السياسي الذي سيكمل به حول الملف الكيميائي وبعد فترة اقل من شهر صرح عن اكمال مفاوضاته مع ايران واكملها ووصل الى تفاهم، وانا اليوم اجزم لكم ان كل الكلام سيتحول الى ديكور وسيراهنون تحت عنوان ليمرووا للتنظيم ماينقصهم من السلاح وتحت عنوان التحالف سيتغير من تغيير المعادلات في سوريا الى تحالف وسيمررون معه ومع خبرائة اسلحة مضادة للطيران آملين في تغيير الميدان العسكري في سوريا وما اريد ان اقوله في هذا السياق حجم الاندفاع والقرار ومستوى الجدية سواء لدى روسيا وايران وخصوصاً لدى القيادة السورية والحالة المعنوية التي بدأنا نراها في الحرب التي تعبر عن ذاتها لا تقيس الامور كما يجب ان تقاس.

وفي الختام ما يجري الان لا يبشر بالخير ولن يستطيعون ايقاف اطلاق النار وسيبقى جنيف مأخر حتى يكتمل قول الميدان للكلمة الفصل حتى يكتمل تحرير شمال حلب وسوريا وتحرير الجنوب قد نكون في اذار على موعد مع ميونخ 2 ليجري البحث بوقف النار مع الذين لا يصنفون ارهابا وسيذهبون الى تشكيل الوفد بدون تلك الجماعات ويقبلون الاكراد والمكونات الاخرى وهذا يؤدي الى فرط عقد الأئتلاف وبالتالي تكون دينامية العملية السياسية وفق الشروط السورية في قلب نتائج العملية خارجها لا مفاجئات عسكرية او سياسية لان الاصل الاميركي عندما فرغت يداه امكانية النجاح العسكري منذ ما بعد حرب الكوسوفو انتهى وهو الان يطبق توجيهات وتوصيات وثيقة بيكر هاملتون "انخرط تفاهما مع ايران، انخرط تفاهما مع روسيا، اعترف بمكانة سوريا وعافيتها حتى مكانة المقاومة في لبنان" وبناء على هذا اقول ان المشهد السوري الان والى اجل غير مسمى لا مكانة للسياسة فيه يرسمه الميدان فقط حتى يقتنع جماعة اميركا وحلفائها ان زمن الانكار قد انتهى".

......نهاية الحلقة.........

 

 

 

2016-02-09 | عدد القراءات 3818