مانشيت البناء

إيران تُنهي انتخابات الخبراء والنواب بفوز إصلاحي... يشهد لديمقراطيتها
إشادة روسية أميركية بالأيام الأولى لوقف النار في سورية... والجبير للخطة «ب»
تصعيد إعلامي سعودي مُهين للبنان واللبنانيين... واستهداف لرئيس الحكومة؟ 

 

كتب المحرر السياسي

أضافت إيران إلى إنجازها الرادع العسكري والشعبي والسياسي، الذي أوصلها إلى قبول الغرب حلاً تفاوضياً لملفها النووي، وإنجازها التفاوضي الذي شهد لها خصومها بكفاءات احترافية في إدارة مفاوضات ملفها الشائك والمعقد والمتداخل بين التقني والسياسي والأمني، إنجازاً يصعب حجب آثاره، فقد استحق الإصلاحيون في إيران فوزهم الانتخابي لإدارة مرحلة الانفتاح على الأسواق والسياسات الدولية، بعدما أثبتوا جدارتهم في حماية الثوابت الإيرانية السيادية والإقليمية والاقتصادية في مراحل التفاوض، ليفوزوا بثقة المرشد ويكسبوا أصوات الكتلة التي تستوحي درجة رضاه ومباركته للمرشحين في كل�' مرحلة خارج إطار الاصطفافات الثابتة، ويحققوا فوزاً كاسحاً في مجلسَي�' الخبراء والنواب، ويحققوا لإيران عبر الانتخابات دعاية مجانية تبر�'عت بها المؤسسات الإعلامية الممو�'لة والمدارة من خصوم إيران في الغرب والخليج على السواء، التي خرجت بعناوين مثيرة عن الفوز الكاسح للإصلاحيين كثمرة للمسار التفاوضي، وهي بذلك تشهد عملياً أن�' الانتخابات في إيران كانت ولا تزال تُدار بطريقة شفافة ونزيهة، وأن�' أصوات الناخبين في حياة سياسية نشطة هي التي تصنع النتائج.

بينما كانت السعودية على الضفة المقابلة من الخليج تحصد فشلها في التعامل مع نتائج الانتخابات الإيرانية، فتخص�'ص لتمجيد النتائج عناوين الصحف وافتتاحيات الأخبار التلفزيونية، كان فشل ديمقراطي آخر، ناتج عن نقص الخبرة ربما، يُضاف إلى رصيدها بما نشرته صحيفة «الجزيرة» السعودية من مواقف مهينة بحق لبنان واللبنانيين، والتي وصفتهم بالذين لا يفهمون إلا لغة القوة، ويعض�'ون اليد التي تمتد�' لمعونتهم، وسخرت من نية رئيس الحكومة تمام سلام زيارة الرياض لتوضيح سوء الفهم في تدهور العلاقات، ودعت إلى تدفيع اللبنانيين ثمناً في معيشتهم واقتصادهم، لأنهم لم يأخذوا على محمل الجد�' «سلمان الحزم»، كما قالت، ولو أد�'ى العقاب الجماعي للبنانيين وحكومتهم إلى التأثير على لحمتهم الوطنية، وما أكد النية التصعيدية إعلامياً تزامن ما نشرته «الجزيرة» مع ما بثته قناة «أم بي سي» السعودية من مواد�' إعلامية استفزازية تسخر من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

فشل آخر للرصيد السعودي المشبع بالخسائر، جاء في ارتباكها مع جماعاتها المسلحة في سورية من تطبيق الهدنة التي تدخل يومها الثالث بنجاح، فيما وزير الخارجية السعودية عادل الجبير وقادة معارضة الرياض يتباكون على «جبهة النصرة» وضم�'ها إلى أهداف حرب لا تشملها الهدنة وأحكام وقف النار، ويعتبرون ذلك سبباً لما يسم�'ونه انتهاكات بينما ذهب الجبير إلى التلويح بخطة «ب» سبقه إليها وتراجع عنها وزير الخارجية الأميركي بعد رد�' روسي عنيف لم ينجُ الجبير من مثله، فيما قال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إن�' ما جرى تطبيقه كان ممتازاً، وإن�' ثمة انتهاكات فردية، لا تغي�'ر من حقيقة النجاح الكبير المحقق، معلناً بدء التحضير لمرحلة ثانية هي توزيع المساعدات الإغاثية بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري إن�' النجاح هو الصفة التي يمكن إطلاقها على التطبيق الجاري للهدنة، استعداداً لبدء الحوار في جنيف بعد أسبوع، وقالت مصادر متابعة، إن�' الدولة السورية حققت ما تريد من الهدنة، فهي تستعد�' لحملة لتحرير مناطق سيطرة «جبهة النصرة» و»داعش» شمال سورية، وتضع سائر الجماعات المسلحة بين خيارَي�' الانضمام إلى مسار الهدنة أو ملاقاة مصير «داعش» و»النصرة».

قرار سعودي بالتفجير الأمني في لبنان

استكملت السعودية حربها على لبنان التي بدأتها منذ إعلانها وقف الهبات المخصصة للجيش والقوى الأمنية والجديد هو محاولتها استدراج الشارع إلى الفوضى الأمنية والفتنة المذهبية والمس بالأمن والاستقرار الداخلي بعد فشل رهانها على إحداث انقسام سياسي داخل الحكومة يؤدي للإطاحة بها.

وفي خطوة مبرمجة لإحداث بلبلة أمنية، عمدت محطة «أم بي سي» السعودية إلى تقليد شخصية الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في برنامج ساخر، ما أثار موجة غضب عارمة لدى المواطنين الذين قطعوا الطرقات في عدد من المناطق بالإطارات المشتعلة، لا سيما في المشرفية الغبيري في الضاحية الجنوبية ومثلث كنيسة مار مخايل الشياح – الحازمية، وطريق الشويفات كفرشيما باتجاه خلدة، وكذلك بولفار سن الفيل باتجاه الصالومي وطريق سبيرز – برج المر، وطريق بعلبك وتعلبايا – شتورا وطريق حارة صيدا، وأُعيد فتح كل الطرقات لاحقاً.

وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن «التفجير الأمني هو إحدى الوسائل الرئيسية التي تمارسها السعودية للضغط على حزب الله والدولة اللبنانية، فمنذ 14 شباط الماضي لم يمر يوم إلا وأقدمت من خلاله السعودية على إشعال الوضع الأمني، لكن في المقابل كانت تجابه ببرودة أعصاب وانضباط قيادة حزب الله والقاعدة الشعبية، فلجأت السعودية إلى هذا العمل الأخير الاستفزازي وهي التي تشرف بشكلٍ مباشر على قناة «ان بي سي»، بهدف جر الشارع الذي من الصعوبة ضبطه في مكان ما إلى ردات فعل ضد مكون آخر في البلد لتفجير الوضع الأمني».

وحذرت المصادر من قرار سعودي قد اتخذ بتفجير الوضع الأمني في لبنان، إلا أن مصادر أمنية أفادت «البناء» بأن «الوضع الأمني ممسوك ولا يزال، رغم بعض المخاوف من أعمال تفجير وسيارات مفخخة واغتيال أحد الشخصيات»، ووضعت المصادر «المعلومات عن سيارات مفخخة في الضاحية ولاحقاً في صور في إطار الشائعات لنشر البلبلة الأمنية».

وأبلغت قيادة الجيش المعنيين في حزب الله وحركة أمل أنها ستعمل على ضبط الشارع، وقد استجابت القيادتان إلى هذا التوجه، وأكدتا لمؤسسة الجيش أنهما ترفعان الغطاء عن أي محتج�' يقدم على إضرام التوتر وإقفال الطرقات.

وعلمت «البناء» «أن الرئيس نبيه بري أجرى اتصالاً بمسؤول الإعداد والتوجيه المركزي في حركة أمل أحمد بعلبكي للتواصل مع قيادة حزب الله والتعاون مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا لمنع توسع رقعة التحركات وضبط النفس والإمساك بالوضع الأمني وقطع الطريق على أي طابور خامس لدرء الفتنة».

واشارت المصادر إلى «أن الرئيس بري سيعمل فور عودته على إحياء الاتصالات مع حزب الله وتيار المستقبل لعقد جلسة حوار ثنائية في اسرع وقت لما لهذا الحوار من ضرورة لتخفيف حدة الاحتقان، لا سيما أن الطرفين أكدا ضرورة حماية الاستقرار في لبنان».

حزب الله: أعمال السعودية ستنعكس على جماعتها

وأكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «ما تقوم به السعودية هو ضغط العاجز، ولكن سينعكس هذا على جماعتها وليس علينا، ولن نتأثر بهذه الضغوط ولن تتغير مواقفنا. إن إجراءاتهم تزيدنا قناعة بأننا على حق وسنستمر في هذه الطريق، وكما قدمنا الكثير لعزتنا وكرامتنا فسنستمر كذلك وكل النتائج السلبية التي ستنشأ ستكون موج�'هة إليهم وإلى جماعتهم».

جلسة انتخاب والجديد حضور الحريري

رئاسياً، يشهد الأسبوع الطالع الجلسة السادسة والثلاثين للانتخابات الرئاسية يوم الأربعاء والتي لن تشهد جديداً سوى مشاركة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، في ظل مراوحة رئاسية تفرضها المواقف الحالية قد تمد�'د إلى وقت طول.

وجلسة عادية للحكومة

كما من المتوقع أن يشهد هذا الأسبوع جلسة عادية لمجلس الوزراء الخميس المقبل لاستكمال البحث في جدول الأعمال، بما فيه من قضايا مهمة ولا سيما إحالة ملف الوزير السابق ميشال سماحة إلى المجلس العدلي وقضايا أخرى تتصل بالتمديد لتراخيص الإذاعات الخاصة السياسية من الفئة الأولى، بالإضافة إلى قضايا وملفات أخرى تزيد على 120 بنداً.

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«لبناء» أن «جلسة الخميس ستسكمل البحث في جدول الأعمال العادي وربما يتم إدخال بعض الملفات من خارج الجدول». وطمأن درباس إلى أن الحكومة الحالية باقية ولا خوف من سقوطها، رغم كل الظروف الحالية والاستقالة ليست واردة عند الرئيس تمام سلام.

الأربعاء يُبت' ملف النفايات

وعلى صعيد آخر، لم تحرز اللجنة الوزارية لإدارة النفايات الصلبة، في اجتماعها السبت المنصرم برئاسة الرئيس تمام سلام أي تقدم واكتفت بمتابعة دراسة الحلول المطروحة للمعالجة.

ورج�'حت مصادر وزارية لـ«البناء» أن تبت�' اللجنة المكلفة ملف النفايات بشكلٍ نهائي الأربعاء المقبل.

وعلمت «البناء» أن اللجنة «تتكتم عن تفاصيل الحل» إلا أن المصادر أكدت أن «الملف يسير نحو الحل الذي حسم بإقامة المطامر الصحية في جميع المناطق اللبنانية».

وإذ نقلت المصادر عن سلام ارتياحه لسير العمل، بهذا الملف�'، نقلت عنه أيضاً قلقه من نكث البعض في وعوده كما حصل مرات عدة في السابق.

وأشارت مصادر متابعة لهذا الملف لـ«البناء» أن «مجلس الإنماء والإعمار أطلق مناقصة المحارق لتلزيمها لمجموعة من الشركات في عدد من المناطق كحل�' لهذا الملف على المستوى البعيد والذي يستمر من 3 إلى أربع سنوات».

وأكدت المصادر أن «اللجنة المكلفة هذا الملف تبحث عن مواقع لمطامر في مناطق عدة وتأهيل مراكز المعالجة قبل الطمر، وذلك لعدم تكرار الأخطاء الماضية واصطدام أي حل بالرفض الشعبي الذي أدى إلى اعتراض أهالي المناطق للشاحنات المحملة بالنفايات». ولفتت إلى أن «لا حل�' من دون إرادة سياسية تفرض إشراك البلديات في حل هذه الأزمة».http://www.al-binaa.com/?article=100239

 

2016-02-29 | عدد القراءات 2403