تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل

في هذه الحلقة سنتحدث عن قسمين القسم الأول : عن  تطورات الوضع في سورية والقسم الثاني عن لبنان وبخلفية كلا القسمين نحن أمام المداخلة السعودية شريك حاضر في المشهدين اللبناني والسوري ، في المشهد السوري نحن أمام بدء تطبيق وقف النار وتقيم مسار هذا التطبيق وقراءته في السياسية ماذا يعني ؟ والى أين سياخذنا وما هي التطورات التي يمكن أن تنتج عن استمرار عملية وقف إطلاق النار وخلال الأسبوعين بدء المباحثات في جولة جديدة في جنيف كلام الأمريكي عن الخطة b)) والخطة التهددية لعادل الجبير في الحديث عن خيار عسكري يمكن أن يكون مطروح ، فالمشهد السوري بحد ذاته هو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية وبدء الحرب على سورية .

وفي القسم اللبناني فمن الواضح أننا أمام تواصل الحملة السعودية في بعدها الاقتصادي والسياسي والإعلامي في البعد الاقتصادي نحن أمام مجموعة من الإجراءات الإضافية إبعاد 90 مواطن لبناني وإقفال شراكات ووضع أسماء على لوائح الإرهاب ، وفي البعد السياسي نحن أمام حملة مقال افتتاحي في صحيفة الجزيرة السعودية التي تتحدث عن لبنان واللبنانيين واليد التي امتدت لمساعدة لبنان وعن الجميل والجحود وعن اللبنانيين الذين لا يفهمون إلا لغة القوة وبالمقابل رسوم كاريترية ساخرة تتناول سماحة السيد حسن نصرالله ، ماهو المشهد بالبعد اللبناني وكيف تتفاعل اللعبة اللبنانية السياسية الداخلية مع هذا الاشتباك مع السعودية والى أين أن ياخذنا ؟

في القسم السوري نحن أمام بيان هذا البيان الأساس الذي صدق عليه في قرار من مجلس الأمن وهذا البيان يرسم لخطة وقف إطلاق النار وهو بين القوة الراغبة بانخراط في العملية السياسية من الجماعات المسلحة باستثناء ( داعش والنصرة) المصنفين بالإرهاب والحرب معهم هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تحل الصراع والى جانب (النصرة وداعش) هناك أطراف مسلحة بعضها يمكن أن يكون جزء من العملية السياسية وبعضها لا يكون جزء من العملية السياسية ولكي نتمكن من تحديد الجهة التي ستدخل بالعملية السياسية ، فكل قوة تقول إنها مستعدة لوقف إطلاق النار وان تكون جزء من معادلة تعتبر أن( جبهة النصرة وداعش) تنظيمات إرهابية وتعتبر أن الحرب عليهما حرب مشروعة فهذه القوة يمكن أن تكون مؤهلة لدخول العملية السياسية وهذا هو الإطار الذي رسم من خلاله البيان  الأمريكي والروسي والذي ترجم ببدء وقف لإطلاق النار في 27 من هذا الشهر ، وعلى هذه القاعدة قدمت رؤية الهدنة للجماعات المحسوبة على تركيا والسعودية التي كانت تتحدث عن أنها تمثل 70% من السوريين وإنها القوة الشعبية الضاربة، واغلب المناطق العسكرية التي يقصفها الروس هي مناطق تابعة لهم لا وجود لتشكيلات إرهابية وجئنا الآن للإختبار ، فالحركة الروسية السورية في الذهاب إلى وقف النار والهدنة ليست مجرد حركة عسكرية ، فالجماعات التي تحتويها وتمولها وتسلحها  السعودية وإسرائيل وتركيا، ما هي مصلحة أن نخاطبها  في موضوع وقف إطلاق النار وليس النقاش من أن هذه الجماعات نأمل منها خير أو أنها أفضل من (النصرة داعش ) فجميعهم واحد  الجماعات التي تقدم نفسها بعناوين سياسية أو مدنية هي اخطر من داعش لأنه هو حجر الرهان والحصان التي ستعتمد عليه أمريكا  لتفخيخ مؤسسات الدولة السورية ، النقاش هو هل كان ممكنا في ميزان القوى لولا التموضع الروسي العسكري المباشر في الحرب ولولا الثقل الإيراني المالي والبشري ولولا المشاركة العضوية الموسعة لحزب الله ولولا صمود وثبات وبسالة الجيش والشعب السوري في سورية لولا كل هذا الحلف ومتانته ومبادرته وحركته الهجومية مع استثماره للمتغيرات العسكرية التي بدأت تضغط على رقاب الجميع وتؤكد بان الاتجاه النهائي للحرب في سورية هو نصر الجيش وحلفاءه فلولا هذا لم يتم بيان فيينا ولم يكن يقبل الأمريكي بسحب مسألة الرئاسة من التداول ولا تم التسليم على حكومة وحدة وطنية تنتهي بانتخابات لاحقة تنتهي بعد تعديل الدستور والانتهاء من الحرب على الإرهاب فهذا تم بعد أن جاء الروسي وبعد وجود ميزان قوى وثبات الإيراني ووضع الإمكانات اللازمة للجيش والشعب السوري من اجل الانتصار.  

وظيفة الحل السياسي أن يجمع جزء من الجماعات المسلحة التي تشعر بأنها ستسحق إذا لم تأتي للحل السياسي فهدف الحل السياسي أن يقدم صيغة للمجموعات المنهزمة أو للمجموعات التي تسلم بأنها لم يعد لها أمل والتي تيأس من إمكانية مواصلة الحرب ، والوظيفة الأهم للحل السياسي أمرين مهمين : الأول منح روسيا الغطاء الذي يبرر تموضعها في الحرب ، فروسيا آتية للحل السياسي والحرب على الإرهاب وهي معنية بان تظهر للعالم أنها بذات المستوى التي تقف به بقوة إلى جانب الدولة السورية للبطش بالإرهاب و تقف بقوة من اجل تشجيع  الدولة السورية  على خوض غمار الحل السياسي مع المعارضة التي يمكن أن تكون جزء من الحل السياسي وليست جزء من الإرهاب .

الأمر الثاني وصول الأمريكي إلى قناعة ويقين انه لا جدوى من تقديم الغطاء للجماعات المسلحة من مواصلة الحرب ، الاشتباك السياسي على النصرة عندما يتوج بانتصار لصالح المفهوم الروسي والسوري وهذا يعني أن الأمريكي الذي قطع أول مرحلة في  فيينا وقطع ثاني مرحلة بالقرار الاممي يقطع ثالثة مرحلة وهي منح غطاءه أي الذي يقدم التغطية للحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري القوات المسلحة وسلاح الجو التابعان للجيش العربي السوري سيستمران في الضربات التي يوجهانها لكل من تنظيم (داعش وجبهة النصرة) وسائر التنظيمات الإرهابية التي يصنفها مجلس الأمن بطلب من الروسي والسوري .

 وقف النار كان معبر دخول الاتحاد الديمقراطي الكردستاني إلى العملية السياسية ، وكان المعبر لإخراج أحرار الشام من العملية السياسية ، من منجزات وقف النار إعادة فك وتركيب الوفد المفاوض من لديه محل ومن ليس لديه محل  وبناء على الوفد المفاوض سوف تبدأ عملية الحوار وأهدافها ، فالمناطق التي يسيطر عليها المسلحون ليست تابعة للجيش السوري وفيها من يستطيع المشاركة بوقف النار هي 50% مع الأكراد و50% التي مع الجماعات الأخرى ، فالفرز سينعكس على مهمة الوفد المفاوض .

هنالك مسار واضح في الخطوة الأولى أننا نعمل على صيغة وقف النار للحل السياسي لنقدم الغطاء التي تحتاجه روسيا والتي نحتاجها في هذه الحرب لننتصر ولكي نحظى بغطاء شرعي أممي وتعزل القوى التي تقف خارجها سواء دول أو ميلشيات مسلحة وصولا إلى انطلاق عملية سياسية تؤدي إلى انفراج الوضع الدولي من حول الدولة السورية وعودة سفاراتها ورفع العقوبات عنها .

لا نستطيع أن نقيم هذه الهدنة كأننا نقيم هدنة تقليدية ، فوضع الحرب  في سورية أنها تتجزأ على مرحلتين : فالكتلة ( جبهة النصرة )التي يراها الجميع بأنها السند والعامود الفقري ستكون موضوع السحق في هذه المرحلة وسيكون عليهم بعدها أن يقاتلوا بدونها إذا قرروا العودة للقتال.

القسم الثاني : لبنان

نحن أمام همروجة سعودية لم تتوقف ومن الواضح أن التي كتبته الجزيرة السعودية الصحيفة المملوكة من أل سعود ، فكل الحقد والكراهية تتخمر وراء هذه السياسيات العدوانية تجاه لبنان ، فالصحيفة التي تسيء للشعب اللبناني تتهم (جماعة الحريري والمستقبل وللنائب وليد جنبلاط والقوات وجعجع والكتائب) بأنهم مجموعة جبناء والهدف من ذلك مقاتلة حزب الله ، وان تنخرط الدولة اللبنانية لمقاتل حزب الله وهذا لن يحدث ، فالسعودية في حالة جنون وتمارس الهستيرية وتستفز الشارع اللبناني وهو لن يقبل هذا ، وبالنسبة لاتفاق الطائف سيقرر مصيره هنا ، فالسعودي منطلق بان احد ركائز اتفاق الطائف انه لا رئاسة للعماد عون مقابل المال السعودي ، فالطائف لم يبقى منه إلا المال السعودي ، والجيش السوري خارج لبنان ، وانسحاب إسرائيلي بقرار وضغط أمريكي فلم يتم الانسحاب الإسرائيلي وتلقائيا حزب الله ازدادا قوة ، والكنيسة تغطي الوجود السوري مقابل إبعاد العماد ميشيل عون ، فعند انتهاء المال السعودي ينتهي معه الطائف .  في الاقتصاد لا يوجد فراغ ، والورقة الوحيدة التي سيلعبها السعودي بعنوانين : إبعاد المسيحيين والطائفة الشيعية لأنها البنية  المحيطة  بالعماد عون والبنية  المحيطة بحركة أمل وحزب الله.

موضوع الانتخابات الإيرانية

 أصوات كثيرة وهي تتحدث عن الانتخابات الأخيرة في إيران أن مجلس الخبراء ومجلس الشورى الأغلبية  الكاسحة لإصلاحيين بزعامة الشيخ رفسنجاني والشيخ روحاني المواكبين للسيد الخامنئي بشراكة قائمة وفي قلب هذه الشراكة نتكلم واقعيا عن الإصلاحيين ، فبعد التجربة التي خاضها الشيخ روحاني وفريقه في المفاوضات والتي اثبت فيها دفاعا مستميتا عن ثوابت إيران الإقليمية أولا وعلى رأسها الموقف من سورية والمقاومة وفلسطين وبعدما أن دافع دفاعه المستميت عن حقوق إيران النووية والأمنية ، وإن هذه الجهة  الأكثر مرونة وقدرة على التفاعل مع الغرب وعلى الإفادة من مرحلة الانفتاح التي ستبديها الشركات والاستثمارات والسياسات وبالتالي إذا كان فوز الإصلاحيين هو انتصار لخط الإمام الخامنئي ، كما جاء بالرئيس روحاني بقوة دعم للكتلة التي تتأثر باتجاه السيد الخامنئي  ، إيران راضية لنتائج انتخاباتها و ستقطف ثمار الاتفاقات لان الإدارة التي صنعت هذه الاتفاقيات هي التي بقيت، فالديمقراطية في إيران فوق الشبهات بينما ديمقراطية الغرب مشبوهة .

 

2016-03-01 | عدد القراءات 2852