- في السادس عشر من شهر أيار 1916 أبرمت حكومتا فرنسا ممثلة بجورج بيكو وبريطانيا ممثلة بمارك سايكس الاتفاقية التي عرفت باسمَي سايكس وبيكو التي رسمت حدود الكيانات الجغرافية للدول التي نعرفها اليوم، وبعد مئة عام تُطرح جملة من الأسئلة وتظهر جملة من الحقائق.
- لم تكن اتفاقية سايكس بيكو إطاراً لتقاسم النفوذ بين البريطانيين والفرنسيين وحسب، بل كانت رسماً للكيانات السياسية والديمغرافية بطريقة، تضمن هشاشة تماسكها وتجعلها عرضة للاهتزازات، وتضعف وحدة المجموع الجغرافي الذي تناوله التقسيم والتفتيت بموجب الاتفاقية، وتؤسّس لتحوّل الكيانات الناشئة دولاً قابلة للعيش، ولكنها غير قابلة للنمو، وتملك عصباً يشدّها، لكنها تملك عصبيات تتكفل بإضعافها بتشدّدها، وتملك مصالح مشتركة تدفعها للتفاعل، لكن تتملكها مصالح يتشارك الخارج فيها بداخلها يمنع تفاعلها، فهي تعبير عما هو أبعد وأخطر من رسم خرائط حدود النفوذ الاستعماري للفرنسي والبريطاني يفقد مفعوله بزوال هذا النفوذ، وما هو أبعد من رسم خرائط الكيانات السياسية بتعسّف المسطرة والقلم، بل حساب مدروس للعناصر الاتنية والعرقية والدينية، يضمن الهشاشة إلى منع النهوض، والتماسك إلى حدّ منع السقوط.............تتمة
2016-05-17 | عدد القراءات 2186