تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة ندخل ونحن على أبواب نقلة نوعية في المواجهة الميدانية التي تشهدها سورية بعد المسار التي اختطته تجربة فيينا أي التفاهم الروسي الأمريكي الذي جرى التصديق عليه ولو شكلا من قبل الدول المشاركة في مسار دعم الحل السياسي في سورية ، التهاب الجبهات والسياق الذي يرسمه هذا الالتهاب مع حشود أمريكية بعنوان قوات سورية الديمقراطية تجمع لجان الحماية الكردية وبعض الأطراف المعارضة في منطقة الرقة تحت عنوان لاستعداد لحرب فاصلة ، تطورات في ساحة حلب وأطرافها من الكاستيلو إلى مخيم الحندرات إلى خان طومان وبستان الباشا /، ماذا يمكن أن نتوقع لمسار التزاوج السياسي العسكري في سورية ؟ ، إقلاع محادثات جنيف مجددا مع إعادة الاعتبار لأحكام الهدنة أم جولة حاسمة في الميدان هي التي ستقول الكلمة الفاصلة ؟ . مسارات اليمن تسير دون توقف لكن لن تحرز تقدما إلا مع الاختبارات النهائية للحرب السعودية في سورية ، كذلك في العراق الجماعات المرتبطة بصورة أو بأخرى بالحسابات التركية والسعودية لن تحسم موقفها . البوصلة في الصراعات الحاسمة كانت وستبقى سورية ماذا يجري وسيجري في سورية ؟ هذا القسم الأول ، أما القسم الثاني: الانتخابات البلدية اللبنانية في جولتها الثالثة التي شهدتها منطقة الجنوب لارتباطها المباشر بالمقاومة والرهانات التي نسمعها بأن الحرب الناعمة القائمة على محاربة مناصري ومقاومي وجمهور وبيئة المقاومة ماليا وإعلاميا وبالضغط والتقييد والإرباك والرهان على الحروب المختلفة الأبعاد والمتعددة المجالات والميادين له وظيفة وهي استنهاض بيئة لبنانية في غير محيط المقاومة تقاتلها ولها مؤشرات تقدمها الانتخابات البلدية وتحييد بيئة حليفة للمقاومة عن الوقوف إلى جانبها .
في نهاية شهر حزيران سنكون أمام مشهد يقول أن الجيش السوري وحلفاءه سيحكمون السيطرة على شمال سورية باتجاه إغلاق الحدود التركية مع سورية وشطب النصرة من المعادلة وتحويل جماعة الرياض إلى ديكور سياسي وسيكون الأمريكي قد فشل بحملته بالرقة وثبت أن الجهات التي يراهن عليها لتشكل بديلا عن الجيش السوري وحلفاءه غير قادرة على تحقيق انتصارات جدية على تنظيم داعش ، ولكي تربح الحرب على داعش على الأمريكي أن ينتظر الجيش السوري وحلفاءه لأنهم القادرون فقط على تحقيق هذا الانجاز كما تحقق في تدمر .
المرحلة الأولى من التسوية كانت في مطلع العام عندما بدأ الروس بحملة لسوخوي وحققت التقدم الميداني المتدحرج ونتج عنه انطلاق مسار فيينا والذي توج بالقرار 2254 في مجلس الأمن فهذه المرحلة الأولى وهي ثمرة الحلقة الأولى من بعد الدخول الروسي في الثلاثين من أيلول وبعدها توج الأمر بلقاء نيويورك وصرف بصيغة قرار 2254 الذي إطاره سحب التداول الدولي والإقليمي في الرئاسة السورية واعتبار مستقبلها يخص السوريين وحدهم إما بالتفاوض أو صناديق الاقتراع وأولوية الوضع في سورية هي أولوية دولية سورية واحدة عنوانها الحرب على الإرهاب واليتها شريك سوري في هذه الحرب وتترجمه حكومة تضم المعارضة والموالاة وهذه الحكومة تحظى باعتراف العالم وتحوز بشرعية وجودها وتزال من أمامها العقوبات وتعاد إليها السفارات وتمنح لها فرص العودة إلى الأسواق العالمية لتتمكن من أن تكون شريك يقوم بحجم الأعباء الناتجة عن دوره في الحرب على الإرهاب ، المرحلة التي تلي بعد التسوية وبعد حسم النصرة ستكون جولة من المفاوضات التي ستجري تحت سقف سياسي واسمه حكومة موحدة في ظل الرئاسة السورية وسيبقى الجيش السوري وحلفاءه في الميدان بوجه داعش وذلك بعد سحق النصرة ومن معها وبهذه الحالة ستكون المعادلة السياسية مبنية على السقف الذي رسم في القرار 2254والذي استدعى أربع حلقات تسوية وأربع حلقات حرب .
نحن أمام صيف حار جدا هو حرب مستقبل الدور التركي السعودي ليس في سورية فقط بل في اليمن والعراق وسائر ملفات المنطقة ، وان حجم الأدوار سترسمها هذه الحرب لأنه سوف يستهدف اختبارين أساسيين الاختبار الأول هل تقدر أمريكا بدون روسيا وإيران والجيش السوري وحزب الله خوض الحرب على داعش في شرق سورية ؟ والاختبار الثاني هل تقدر سورية وإيران وحزب الله ومعهم التغطية الجوية الروسية على تصفية جبهة النصرة وتخيير المتشابكين والمتداخلين معها بين السحق أو الالتحاق بالتسوية كما هو معروض عليهم ؟
في مسار المواجهة في سورية التي ستكون الفاصلة في تحديد الأحجام والأدوار بالنسبة للتركي والسعودي ، فهنالك أيضا مراقبة للتتبع الإسرائيلي بين حلقة التسوية المفاجئة التي وضعت على الطاولة في الثالث من حزيران كبداية مسار فان ما سيعرضه الإسرائيلي سيكون دولة في غزة وحكم ذاتي في الضفة إلى 25 سنة وبعدها تلتحق أجزاء بالدولة، ومعها لجان تفاوض على المسارات التي يقول الإسرائيلي لفظا انه موافق على قرارات الأمم المتحدة بدولة على ارض 67وموافق على القدس الشرقية على أن تحدد جغرافيتها .
القسم الثاني : الانتخابات البلدية في جنوب لبنان فالإشارة الأولى التي قدمتها الانتخابات هي نسبة المشاركة فهي نسبة عالية الارتفاع تعبر عن تدفق شعبي على صناديق الاقتراع وهذا انتصار لما قدمته المقاومة من بيئة آمنة ومن فرص للتنافس فهذه شهادة للمقاومة أولا انه لولا التحرير والحماية والدفاع والمواجهة لم يكن ممكنا على خط الشريط أن يجري الانتخابات بالسلاسة ، ثانيا شهادة للمقاومة أن الديمقراطية هي ثمرة النصر ، ثالثا الرسالة التي حملتها ليس الذين ترشهم لوائح أمل وحزب الله هم وحدهم الذين يمكن أن تعبر عن شعب المقاومة . في سورية والعراق ولبنان يجب التمييز بين مفهوم الدولة ومفهوم السلطة ، مفهوم الدولة في لبنان ركيزته المقاومة وعنوانها المقاومة والدولة في سورية عنوانها الرئيس الأسد والدولة في العراق عنوانها المقاومة لداعش ورفض التكفير والإرهاب ، فنحن أمام نضج شعبي على قاعدة الخيارات ، وان هذه الانتخابات تعتبر فرصة هائلة لصياغة المستقبل لكنها شهادة رائعة في تأكيد الحاضر بان المقاومة بشعبها متمسكة بثوابتها ومخلصة لخياراتها ووفية باستفتاءاتها .
2016-05-24 | عدد القراءات 4414