روسيا حريصة على السيادة السورية وباسم السيادة السورية الشعب السوري هو الكلمة الفصل

تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة لا يزال الوضع في سورية هو الأساس ولكن إلى جانب الوضع في سورية سنتوقف أمام الوضعين العراقي واليمني ، الفلسطينيون الذين يواجهون اليوم المعادلة الفرضية اسمها إمكانية فتح مسار تسوية عبر المشروع التي تعد له فرنسا وتشترك فيه مصر والسعودية وترعاه واشنطن فهذا المشروع هو تربص بانتظار لما سيجري في سورية فهي الساحة المركزية التي ترسم فيها المعادلات ، هل مشاركة المقاومة في سورية سوف تتأثر بنتائج وضعها في لبنان أم لا ؟ وهل أن قدرة المقاومة على خوض حربيها دفعة واحدة حربها في سورية وحربها الغير معلنة مع إسرائيل سوف تضطر لإعادة النظر بالأولويات أمامهما أم أن وضعهما يبشر بالمزيد من السيطرة والإدارة لهاتين الحربين أو أكثر ؟ فالمقياس لا يزال في سورية .

في سورية نحن أمام مستجدات بمجموعة عناوين العنوان الأول الحديث عن دستور جديد لسورية يضمن اتفاق أمريكي روسي الذي يتضمن الحديث عن الفدرالية والتنويع بالصلاحيات بين رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ، العنوان الثاني زيارة الجبير إلى روسيا الذي جدد بلغة واضحة بأن الخلاف ما يزال مستمر حول الرئاسة السورية فهل هذا يعني المزيد من التصادم أم هنالك مؤشرات أخرى؟  هل ما أعلنته جماعة الرياض عن فتح حوار مع الأكراد والمكونات المعارضة كاقدري جميل وهيثم مناع لتوسيع الوفد التفاوضي هو خضوع سعودي أمام الروس ؟ و ما أعلنه سيرغي لافروف عن تمديد المهلة الخاصة  للفصائل المسلحة بإعطائهم مهلة إضافية بطلب أمريكي  من اجل فك الاشتباك عن جبهة النصرة ، و الحرب التي أعلنتها قوات سورية الديمقراطية بتغطية وقيادة أمريكية من اجل تحرير الرقة حساباتها ومنطلقاتها ؟

أولا العنوان الأول الدستور الجديد لسورية :

الموقف الصحيح الذي يجب أن يأخذه كل سوري حريص هو أن نحن وروسيا في خندق واحد في مواجهة المشروع الأمريكي السعودي الإسرائيلي وفي قلب هذا الخندق الذي نقاتل فيه مع الروس لن نمانع إذا حمل الروس اجتهادا ويكون لهم هامش وسنساعدهم على تبوء مركز دولي متقدم كأحد رعاع الحلول السياسية ، لكن ما يقوله الروس لا يلزمنا ولا يلزم دولتنا وما يقبله الروس لا يمكن لأحد أن يفرضه علينا ، وكما نتفهم  الروس في الاجتهاد يتفهمون حقنا بالقرار والقرار في نهاية المطاف هو في الاستفتاء على دستور جديد لن تقوم له قائمة إلا إذا قبله السوريون . وان مصلحة روسيا ضد التقسيم أكثر من مصلحة إيران . و روسيا حريصة على السيادة السورية وباسم السيادة السورية الشعب السوري هو الكلمة الفصل.

العنوان الثاني زيارة الجبير إلى روسيا :

 نجحت روسيا وإيران وخصوصا روسيا وبعد عاصفة السوخوي بأن تفرض وتنتزع من الأمريكي ولاحقا من السعودي والتركي في اجتماعات فيينا وفي قرارات 2254 بأن هذا الزمن انتهى ولا احد يحق له القول بأن الرئاسة هي بند من البنود التي يقررها الوضع الدولي والإقليمي فهو أمر يقرره السوريون فقط ، فلم يعد كلام الجبير عن مستقبل الرئاسة السورية جزء من المعادلة المرتبطة بالحل السياسي فهو مجرد رأي وليس قرار ، و جماعة الرياض التي أعلنت في البيان عن فتح حوار مع الأكراد والمكونات المعارضة كاقدري جميل وهيثم مناع لتوسيع الوفد التفاوضي فهو مؤشر على إخضاع سعودي لهم ، وبالتالي نحن أمام بداية  تؤشر إلى اهتزاز في العناد السعودي والاندفاعة السعودية التعطيلية العدائية.

العنوان الثالث : قوات سورية الديمقراطية التي قالت بأنها ليست على استعداد كامل لخوض معركة الرقة فالأمر لا يتعدى الريف الشمالي ، فالأكراد أقوياء في مناطق الأكراد ، بالتالي رغبة الأمريكي بان يتفادى الحتمية للتعاون مع الدولة السورية سقطت معركة الرقة ، وبالمقابل الاستعداد لمعركة النصرة على قدم وساق وفي هذه المعركة ستنتصر سورية كما انتصرت في معركة تدمر وسنكون أمام معادلة عسكرية جديدة التي ستبني في السياسية .

الوضع العراقي واليمني :

المعادلة الحاكمة بالنسبة للأمريكي تعلم بان الأمل بتغيير بموازين القوى بالقوة أصبح من الماضي.   

في العراق مازال الإرباك السياسي قائما والحالة في الشارع حبلى بالمتغيرات وفي مواجهة الفساد وفي الدعوة لصيغة تتخطى المحاصصة الطائفية ، فرضت حرب الفلوجة التي هي ضرورة عراقية سورية في آن واحد فهذا التقارب السوري العراقي يجعل منطقة دير الزور أولوية رغم كل ما يجري من تقدم في غوطة دمشق ومن عمليات نوعية في شمال سورية لكن دير الزور مرصود لها من القدرة العسكرية بشكل مستمر ومتواصل كما هو الوضع في الانبار ، فالانبار وديرالزور هما تكامل جغرافي داخل الحدود العراقية والسورية ، ففي العراق هنالك استجابة لمقتضيات المعركة الموضوعية وأرضيتها مصلحة لسورية وللمقاومة وإيران وليست لمصلحة أمريكية.

وفي اليمن علينا أن نشهد الصمود الأسطوري اليمني الملحمي بالرغم من الحصار والمجاعة والدمار ، وبالرغم من ذلك الشعب اليمني لم ينسى الاحتفال بعيد الوحدة ، سيصل الفريق التابع للسعودية في اليمن بأن يرتضي بتشكيل مجلس عسكري وحكومة على أن تسلم المدن والأسلحة لهذه الحكومة وللمجلس العسكري ، ندخل اللحظات الفاصلة في اليمن والعراق وسورية فهنالك شهرين من الانجازات وبعدها ستبدأ مسيرة الاسترخاء في الحسم للجماعات الإرهابية سواء في اليمن أو العراق أو في سورية  .

 

2016-05-28 | عدد القراءات 4318