المعارك في الرقة و حلب و إدلب قرار سوري وطني يلتزم به الحلفاء

تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة يوجد ثلاثة مواضيع اثنان مرتبطان في الوضع في سورية التي لا تزال تشكل البوصلة التي ترسم الاتجاهات في المنطقة ففي سورية مشهد عسكري ومشهد اقتصادي ، المشهد العسكري المرتبط بالحملة التي بدأها الجيش السوري من ريف حماه الشرقي من منطقة اثريا باتجاه مدينة الطبقة في الرقة والتحول الذي تدخله على المسرح العسكري الإجمالي للعمليات في ظل مجموعة من المواجهات التي تدور في أرياف حلب وادلب سواء ما تقوم به قوات سورية الديمقراطية في منطقة منبج أو ما يدور بين الجيش السوري مباشرة ومجموعات جبهة النصرة ، كيف يقرأ المشهد العسكري خصوصا في الكثير من التحليلات و محاولات تصوير سورية في الموقع الضعيف والمربك ، المشهد الاقتصادي انخفاض سعر الدولار أو تحسن القيمة الشرائية لليرة السورية بنسبة تجاوزت 33%، الموضوع الثالث لبنان ما بعد انتخابات الشمال .

نبدأ في الموضوع السوري الدولة السورية في قلب هذا الحلف هي المقرر رقم واحد بين حلفاءها فحاجة إيران وروسيا وحزب الله في سورية أكثر من حاجة سورية للحلفاء ، وان القيادة السورية بجيشها وشعبها قادرة على تشكيل ميزان قوى يصمد وقادرة أن تعطل أي مشروع حل يقبل به أي من الحلفاء لا يتناسب مع مصالحها . مع قرار 2254 لا لتقسيم سورية ولا دولة طائفية ولا فدرالية إلا إذا أرادوا السوريون ذلك .

أمريكا تراهن على الفوز بالرقة و بدخول الجيش السوري  بعملية استنزاف مع جبهة النصرة ، أما إذا تم عكس ذلك أي بفوز الجيش السوري وحلفائه على النصرة وغرقت أمريكا وحلفائها بحرب استنزاف في الرقة فهنالك ميزان قوى آخر،  وبالتالي مهمة السياسة هي أن تخلق البيئة والظروف المناسبين لتحقيق المزيد من الانجازات العسكرية القابلة للتثمير في الحلقة التالية من السياسة ، لذلك العملية العسكرية إذ لم توظف بالسياسة فهي عملية هدر ، فكل انجاز سياسي إذ لم يبنى عليه انجاز عسكري فهو حبر على ورق ، والانجاز العسكري والسياسي هو في رصيد الدولة السورية.

زمام المبادرة الآن في السياسة والميدان بيد الدولة والجيش السوري ، فالتقدم العسكري هو علامة على تغيير في موازين القوى فداعش متهالك وقوات سورية الديمقراطية عاجزة عن تحقيق الانجاز ، عندما يدخل الجيش السوري الطبقة ويبدأ بعملية تحرير أرياف حلب سنكون أمامنا الحلقة السياسية التي تلي أي بتوسيع الوفد المفاوض بقرار من جماعة الرياض ليضم أطراف أخرى وبحجة ملئ الفراغات الناتجة عن استقالة اسعد الزعبي ومحمد علوش لنكون أمام هيكلية وفد مفاوض يستطيع أن يذهب إلى جنيف خلال شهر تموز ، فنكون أمام مفاوضات جديدة إلى أن تقبل المعارضة بحكومة في ظل الرئيس الأسد ، فهذا التحول يعني خروج تركي سعودي من قرار الحرب .

في القسم الاقتصادي الدولة التي تستطيع في السنة السادسة للحرب أن تخفض الدولار أمام عملتها بنسبة 30الى 35% هي دولة تثبت القدرة والقوة ، فالانجاز الذي حققه الرئيس بشار الأسد بإشرافه على الملف المالي النقدي صرف بالاتجاه الذي ينعكس على حياة الناس ، وهذا رسالة للمراهنين فكما سورية التي أثبتت أنها تحقق الانجازات وأنها قوية في الميدان وفي السياسة هي أيضا قادرة على الصمود في البعد الاقتصادي ، أما الحكومة فعليها أن تثبت أهليتها في مواكبة  هذا الأمر مستندة بالانجازات والميادين الأخرى

لبنان :

مدخل الأهمية  والمقاربة في لبنان لأي ملف من ملفاته هو انعكاسه على وضع المقاومة , فأي حدث يؤدي لخلق بيئة لبنانية يمكن استخدامها للمزيد من الضغط والتقييد على المقاومة ، فهذا سينعكس على ميزان القوة مع إسرائيل وينعكس على الوضع في سورية وينعكس على إجمالي بنية وقوة محور المقاومة الذي يشكل فيه حزب الله القيمة المضافة والقوة التي تستطيع أن تملك فائضا تصرفه و تسيره في ساحات المواجهة الأخرى . فالحرب الناعمة التي قامت على الإفقار والإبعاد والتشويه والضغط على جمهور المقاومة بالعقوبات المالية وإساءة السمعة ، فهذه الحرب الناعمة كان اختبارها في الانتخابات البلدية  فكانت النتيجة واضحة أن هذه البيئة الحاضنة ناهضة أنها متمسكة بقيادتها ومتماسكة بخياراتها .

 نحن أمام مؤشر يقول أن انهيار تيار المستقبل لصالح قوى اشد تطرفا وهذا دليل على أن بيئة التي كانت بيئة تيار المستقبل انفكت من حوله لأنه اقل جزرية في مواجهة حزب الله وذهبت إلى القيادة الأخرى الأكثر جزريا والأكثر استعدادا للذهاب إلى النهاية، التشظي والتشقق في بنية تيار المستقبل وظهور المجموعة المحيطة حول اشرف ريفي تمنح فرصة لصراخ سياسي مرتفع  ولخطاب سياسي له نبرة أعلى لكنها لا تمنح بنية حيوية جاهزة للقتال ، ففوز اشرف ريفي لا يشكل تحولا نحو تصعيد بوجه المقاومة بل تفكك المستقبل وتشظيه في مناخ شعبي منكفئ عن المعارك.

نحن أمام فراغ سياسي يشبه الفراغ الدستوري  أي لا وجود للمرجعية وبالتالي التسويات لا يمكن أن  تتم على قانون انتخاب وفرص التسويات الآن معدومة وفرص البحث بالخيارات والبدائل ضعيف والحديث عن مبادرات ليس له أساس وبالتالي لبنان في حالة انعدام وزن وفي حالة انتظار وضعية مفتوحة على المجهول ، فنحن أمام مشهد سياسي رمادي ، وبالنسبة لسعد الحريري انتهى سياسيا وماليا فنحن أمام تموضع سعودي مبني على معادلة أن الحرب التي تخوضها في اليمن وسورية لم تجري وفق حساباتها ولم تحقق توقعاتها فخرجت الحرب عن التوقعات وأخًل حلفاءها بالتعهدات فالسعودية الآن تقدم تنازلات مؤلمة وتعيد سياستها وحساباتها.  

2016-06-04 | عدد القراءات 9178