- لا تتصدّر الجمل الرمزية الخطاب السياسي للمنغمسين يومياً في صناعة السياسة بحكم مواقعهم إلا للتأسيس لمراحل حاسمة، تنتقل من مناخ إلى مناخ وتريد منحة صفة أعلى من السياسة، كمثل انتقال تركيا أيام فشل مساعيها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وحاجتها إلى سياسة خارجية جديدة لا تحمل إحباط الفشل، فكان كلام وزير خارجيتها آنذاك داوود أوغلو عن نظرية جديدة تريد أن تؤسّس للرهان على تعزيز مكانة تركيا في العالم الإسلامي وتطبيع العلاقات مع دوله بعد انقطاع وبرود مع الكثير من دوله وقطيعة مع بعضها، فأطلق أوغلو يومها نظريته عن عداوات صفر مع الجيران، وألبسها ثوب الاستراتيجية الأعلى من السياسة، وتجنّب القول، طالما فشلنا في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي فلمَ لا نعاود الدخول في العالم الإسلامي، وثبت من الوقائع اللاحقة أنّ الأمر لم يكن استراتيجية بل سياسة، فلم تعمّر العلاقات الطيبة سنوات قليلة ليحلّ مكانها عداوات مع كلّ الجيران من سورية والعراق وإيران وصولاً إلى روسيا.............تتمة
2016-06-07 | عدد القراءات 2472