اجتماع وزراء الدفاع الثلاث هو ترجمة لقرار سياسي وعنوانه حرب شمال سورية قد بدأت

تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة أمامنا حدث كبير بحجم اجتماع كل من وزراء روسيا وسورية وإيران ، و الآفاق التي يفتحها هذا الاجتماع في قراءة ما سيجري على مستوى المواجهة في سورية وسط التحليلات المتباينة في قراءة هذا الحدث ، وبالمقابل لدينا العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في تل أبيب ما هي التوقعات والانعكاسات لهذه العملية ؟ فهل يمكن أن تشكل مدخل لتطورات معينة ؟ وهل الإسرائيلي كان يأخذ الأمور باتجاه والآن قد أصبحت باتجاه آخر ؟

القسم الأول : اجتماع وزراء الدفاع روسيا وسورية وإيران

اجتماع وزراء الدفاع جاء من اليقين أن أمريكا هي مشكلة كل من الأطراف الثلاثة فهي لن تسمح بتنفس استقلالي لأحد وهي مع حلفاءها إذا كانوا أقوياء فستتقاسم المنطقة وسيكون على حساب روسيا الدولة العظمى وشراكتها في القرار الأممي ، وإيران الدولة الإقليمية العظمى وشراكتها في القرار الإقليمي ، وسورية الدولة المباشرة بالصراع العربي الإسرائيلي وشؤون المشرق بامتداداتها في لبنان والعراق وفلسطين ومقابلها الثلاثية ( تركيا السعودية وإسرائيل) ، فالمصلحة المشتركة لهذه الأطراف الثلاثة في إضعاف أمريكا وحلفاءها هي مصلحة الحفاظ على الدور الاستقلالي والمكانة والحفاظ على حدود طموح كل من هذه الأطراف، وبالتالي التحالف الروسي الإيراني السوري ضمان وجوده في موقع القوة هو بقاء هذا التحالف قويا وبقاء الحلف المقابل ضعيفا أي الحلف الرباعي الأمريكي التركي والسعودي والإسرائيلي وبالتالي فك وإضعاف هذا الحلف سيكون مصلحة للأطراف الثلاثة ، وبالحصيلة اجتماع وزراء الدفاع هو ترجمة لقرار سياسي وعنوانه حرب شمال سورية قد بدأت .

القسم الثاني : عملية تل أبيب ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي

سورية المنضوية بقوة بحلف يشترك فيه الموقف السوري والإيراني مع المقاومة اللبنانية حلف متماسك قوي هذا الحلف الذي يتطلع إلى ما بعد الانسحاب أمريكا من العراق وأفغانستان ليصبح ممسك بالبر الآسيوي وهذا الحلف ممسك بالجغرافيا البرية  فتدرك إسرائيل بأن بقاء هذا الحلف قويا ومستقلا لما بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان هو بداية العد التنازلي لنهاية إسرائيل .

إسرائيل عاجزة عن خوض الحرب وعاجزة عن إقامة سلام بالمعايير التي تحظى بالدعم  ، ولكن هي تقوم بمناورة سلام ولكي يخرج إيران كلاعب إقليمي من معادلة بلاد الشام يجب أن تأتي بحماس وسلطة رام الله إلى اتفاق سلام مرضي للطرفين.

مشروع نتنياهو هو نزع علم فلسطين وعلم المقاومة من يد حزب الله وسورية وإيران ، وجعل إيران هي العدو فهي خطة إسرائيلية فيها كلفة ولكن لها أرباح كبرى ومن أرباحها الكبرى أن تصبح إسرائيل عبر حيفا هي المورد النفط السعودي إلى الدول الأوروبية وهي المورد للبضائع الأوروبية باتجاه الخليج من خلال الجسر الذي يمر من حيفا إلى جزر تيران ثم السعودية وبالتالي هنالك مكاسب اقتصادية وأمنية وسياسية وهذا هو مشروع نتنياهو .

استنهاض التطرف في الكيان الإسرائيلي هو إسقاط لمشروع نتينياهو وقيمة عملية تل أبيب أنها أعادة إلى الأولويات الإسرائيلية أسئلة من نوع آخر بأنها استنهضت التطرف ، وبهذا المعنى إيقاع العمليات المتواتر الذي يغزى التطرف في الكيان الإسرائيلي هو خدمة للقضية الفلسطينية ، فأهمية هذه العملية أنها أربكت روزنامة  نتنياهو وأسقطت بيده وطرحت أولويات من نوع آخر في المجتمع الصهيوني ، والاهم أنها استنهضت التطرف وأدخلته من جديد في مواجهة  الساحة السياسية .

مصرف لبنان وقانون العقوبات الأمريكي

منذ لقاء اوباما ونبتنياهو نحن أمام مرحلة بدأت فيها حرب معلنة تقودها واشنطن وتشترك فيها السعودية وكل حلفاء أمريكا لحساب إسرائيل عنوانها انه لن نضع مرة أخرى أهداف لا قدرة لدينا على تحقيقها .. ، على الأمريكي أن يتعلم الدرس ويتواضع في تحديد أهدافه ، فالمثلث السوري الإيراني الروسي سينتصر ولا وجود شيء لمنع انتصاره فخيار الأمريكي الوحيد أن يخترق هذا الانتصار بالتسوية والسيطرة على الجغرافيا عبر عناوين معارضة .. ولكن هذا الاختراق غير مضمون لأنه محكوم بسقف اسمه الانتخابات ... ، فيجب صنع البديل لذلك والبديل للبعد الاستراتيجي لهذه الحرب هو أن المقاومة اللبنانية التي يمثل طليعتها وعامودها الفقري حزب الله هي القيمة المضافة في هذا الحلف السوري الروسي الإيراني والاحتفال بالنصر من دون حزب الله هو انتصار باهت ، وبعد هذا النصر إذا كان منغمسا ومستنزفا بمشاكله وعاجزا أن يكون القوة الصاعدة مع حلفاءه فسيصبح حدود اهتمامات الحلفاء ساحاتهم المباشرة لان القوة الوحيدة الغير الحكومية القادرة على الانتشار في غير بيئتها الإقليمي هي حزب الله ، لذلك العمل بالتسليم والتعاون مع روسيا وإيران وعدم الرهان على إسقاط الرئيس الأسد والتسليم بالتأقلم والتعايش مع بقاءه ولكن أن نضع هدف مباشر هو إضعاف واستنزاف حزب الله وفك البيئة الحاضنة عن خيار المقاومة وأيضا التقييد والتضييق عليه ماليا وقانونيا وإعلاميا و سياسيا... المعركة تخاض بقرار أمريكي إسرائيلي والمعيب بحق لبنان أن تنفذ بواسطة أجهزته المصرفية .

2016-06-11 | عدد القراءات 9198