تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة سنتوقف أمام ما يخطط ويدبر في الحرب المعلنة الأمريكية على حزب الله وهي الحلقة المركزية في الحرب القادمة التي تستحق التوقف والتحليل خصوصا على ضوء المتفجرة التي وضعت أمام بنك لبنان والمهجر والتي ستكون الفاتحة لمرحلة جديدة سواء في الوضع الأمني العام في لبنان أو في الوضع المصرفي وخصوصا في العمل على تفجير العلاقة بين حزب الله والمصارف اللبنانية وتحويلها إلى ساحة حرب يقوم بها طرف ثالث الذي يملك القدرات ليكون فاعل ومؤثر في صناعة السياسة ليس فقط في لبنان والمنطقة بل على مستوى العالم .
نحن الآن أمام مشهد جديد ، أمريكا غير قادرة على خوض حروب فهي مضطرة أن تعترف بدور روسي محوري في المنطقة هذا الدور الذي تركز وترسخ في ظل التواجد العسكري المباشر في سورية ، وبالتالي ستصل أمريكا إلى التسليم بالمنطقة الإستراتيجية المتقاطع عليها بين الروس والإيرانيين والممتدة من حدود الصين وأفغانستان إلى إيران والعراق وسورية والبحر المتوسط وتدرك أمريكا في النهاية والمحصلة أن سورية ستكون في قلب المعادلة الروسية الإيرانية هي شريك عربي فاعل ، وأمام قوة إيران ، و أمام انهزام سعودي تركي سيكون الوضع الاستراتيجي لإسرائيل لا يحسد عليه ، فعلى أمريكا وإسرائيل تحديد أهداف قابلة للتحقيق يمكن العمل بها لتلافي التقاطع مع لحظة الخلاص السورية ، وهذا يستدعي خطين خط تسوية إسرائيلية فلسطينية على أساس المبادرة العربية للسلام ، ومعه أيضا القبول بالانسحاب من الجولان ومزارع شبعا وإسقاط العناوين التي تبرر وجود المقاومة وهذا الأمر مثقل للكيان الإسرائيلي ولكنه مضطر للسير به ، بالإضافة إلى الاعتراف بالتفاهم على الاتفاق النووي مع إيران والاعتراف بالدور الروسي والقبول بالتسوية في سورية ، ولكن الأمر الممكن مع الاعتراف بهذه الحقائق هو جعل حزب الله هدف للحرب .
قانون العقوبات المالي الأمريكي على حزب الله ليس قانون مالي بل قانون سياسي فهو قانون ليخلق بيئة لعمل سياسي وليس مالي فالحملة ليست موجهة ماليا ضد حزب الله فهي موجهة لأمر محدد هو لجعل كل البيئة الشعبية الاجتماعية الحاضنة وخصوصا الطائفة الشيعية وضعها تحت الضغط الأمريكي. فالحرب هي سياق أي الهدف المالي منها شكلي والهدف السياسي منها هو الأساس أرضيته الأساسية هي مد الأصابع للفك والتركيب والعبث بالبيئة المحيطة بالمقاومة تحت ضغط حاجاتها اليومية بالتعامل مع المصارف فهي البيئة الأشد ضررا ، بالإضافة إلى الاستهداف الأمني ، فنحن أمام واقع خطير يمكن أن يحقق أهدافه بالضغط والتقييد على حزب الله وتصويره كقوة إرهابية . ولكن هذا الأمر لن يدفع المقاومة إلى الغضب والعنف فالمقاومة لا تحل خصومة مالية أو قانونية بالسلاح ، حزب الله يحترم خطوط معينة في المعادلة التي تعيشها المنطقة ولكن مع تطور هذا الأمر سيدفع حزب الله إلى اللعب في ملعب أخر هذا الملعب الذي يملك فيه حزب الله مصادر القوة أي القوة العسكرية و الشعبية وسلاحه الصاروخي ، ففي اللحظة التي يشعر بها حزب الله أن الأمور قد دخلت المرحلة الخطرة فليس مستبعدا أن تنفجر حربا في المنطقة .
نحن أمام مرحلة تصاعدية ولعبة خطيرة افتتحتها أمريكا لحساب امن إسرائيل يقوم بها كل من حلفاء أمريكا السعودي والتركي والقطري وهذه اللعبة تريد أن تضع قواعد اشتباك مع حزب الله عنوانها اترك لنا الساحة الشيعية لنخترق ونعبث ونضعف بها من نشاء وبالتالي تحميل الحزب تداعيات ذلك ، هذا اللعب في البعد الاجتماعي المالي الشعبي وما يرافقه من عبث امني ومحاولة شيطنة حزب الله واتهامه بالتفجيرات من جهة ومن جهة أخرى بالاختراق الممنهج والمبرمج لبيئته تحت عنوان العقوبات المالية سيؤدي إلى حرب إقليمية . اجتماع هيئة الحوار الوطني في 21 من هذا الشهر إذ لم يخرج بالنتائج والتوقعات المرجوة وبكيفية معالجته بحكمة ومسؤولية وطنية من الخطر والعبث الأمريكي فنحن ذاهبون إلى مزيد من التآكل والتصعيد والعبث الأمريكي ، فمن غير المستبعد أن نكون أمام حربا إقليمية كبرى قد انفجرت على مستوى المنطقة ، فهذه الفرضية باتت قائمة وممكنة لا يمكن أن يسحب فتيلها إلا تضامن وطني عالي السوية وتفهم دولي مشابه لمنع خطر الذهاب إلى الانفجارات الكبرى والقبول بارتضاء معادلة الساحات الكبرى الرديفة الساحة السورية والعراقية واليمنية دون المغامرة بالحروب الكبرى .
2016-06-14 | عدد القراءات 9229