تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة هنالك موضوعان مترابطان يتصلان بالنظرة الأمريكية للحرب على داعش وعلى أبواب الاستعداد لانتخابات الحزب الديمقراطي الحاسمة لتسمية هيلا ري كلينتون وتسمية نائب رئيس لها وفي انتظار المواجهة الفاصلة مع الحزب الجمهوري وهي مواجهة تدور على نقاط مئوية ضيقة تحتدم فيها المنافسة وتكثر فيها التوقعات وتتباين فيها الاحتمالات ويحتاج فيها الحزب الديمقراطي وفقا لكل التحليلات التي تعتمدها مراكز استطلاعات الرأي إلى ترتيبين أساسيين الأول حسن اختيار نائب للرئيس يستجمع قوى الحزب الديمقراطي ويًمكن من أوسع مشاركة داخل صفوف الحزب كما هي حالة دونالد ترامب على الضفة الجمهورية وبالمقابل انجاز سياسي تقدمه الإدارة الحالية الراهنة لحساب المرشحين المعتمدين للرئاسة ونيابة الرئاسة ، وهذا يعني أن الشرق الأوسط هو الساحة التي يمكن للإدارة ان تقدم شيئا في المناقشات الدائرة على مستوى الإدارة الأمريكية منذ سنة وأكثر وهنالك تسليم بالاستحالة تحقيق انجاز على مستوى الصراع العربي الإسرائيلي رغم الاهتمام الذي بذلته الإدارة طوال الأربع سنوات في أثناء الأزمة السورية وما قبلها فبذلت الإدارة جهود مضنية من اجل انجاز سلام إسرائيلي فلسطيني .
الانجاز الذي يمكن أن تضعه الإدارة الأمريكية أمام المرشحين هو الحرب على داعش و الإرهاب ، فالحرب على داعش على الجبهتين جبهة العراق وجبهة سورية ، باستطاعة أمريكا أن تنهي الحرب وتقضي على الإرهاب منذ سنة ولكن تريد أن تستنزف خصومها روسيا وسورية وحزب الله من خلال أدواتها السعودي التركي وداعش ولكن هذا الخصم قادر على الصمود ويمتلك قوة كبيرة ، وبالتالي الأمريكي في مأزق وهذا المأزق الذي يعيشه الأمريكي سيفرض عليه خيارات صعبة فإما أن يستمر بالمماطلة وهذا يعني الذهاب إلى الانتخابات مخاطرة من دون انجاز ولا تحسب في رصيده او مزيد من التباطؤ والترهل ولكن في هذه الحالة سيفقد تقديم ورقة في العملية الانتخابية الرئاسية وإما عليه التنسيق وهذا سيدفعه إلى فاتورة التنسيق على حساب حلفاءه .
بعد التفجير الذي حصل في لبنان إسرائيل تريد زج حزب الله واتهامه به فالذي يقوم بالتفجير يريد أن يكون التفجير منصة لاتهام وشتيمة حزب الله فهذه اللعبة التي يسير بها الإسرائيلي وتبنى عليها معادلات نهايتها قد تؤدي إلى حرب .
الحل لدى الأمريكي أن يتموضع تحت الغطاء الروسي الرحيم هذا الغطاء الذي لا يجده عند الإيراني أو السوري أو حزب الله لأنه ارتكب أخطاء لا يسامح عليها ، فالروسي يشاركه ببقاء وامن إسرائيل ، لذلك لا يجد خيار إلا مع الروسي، الذي يجري خلال هذا الشهر في معركة الفلوجة ومعركة الرقة ومعركة جبل التركمان وما يدور من استعدادات وتحضيرات في أرياف حلب البنية الصلبة لجبهة النصرة المتواجدة هناك، محاولة الاختراق مكلفة وصعبة ولكنها مسألة وقت وبالتالي معادلة الأمريكي أن يذهب ويتفاهم مع روسيا فهو في حالة الإرباك و يخفي أزمته ويحاول أن يسيطر عليها لأنه بحاجة لانجاز لكن بثمن معقول .
نحن أمام مرحلة تفاوض روسية أمريكية الآن ستتم على حساب التركي والسعودي وجبهة النصرة وسيكون للرئيس الأسد والحشد الشعبي واليمنيين أي التيار الحوثي فرصة أن يبدأو بتثمير حاصل صمودهم بالانجاز السياسي وان لم يحدث هذا ستكون إدارة اوباما إدارة غبية أضاعت فرصة تاريخية ذهبية أمام إمكانية تقديم أوراق قوة انتخابية رئاسية أنفقت الكثير من اجل الفوز بها ، لا أحد يستطيع أن يأخذ أمريكا إلى الحرب مجددا أو أخذها إلى الحرب من اجل الدفاع عن إسرائيل والسعودية أو من اجل السيطرة على سورية وهذا قاسم مشترك بين الديمقراطيين والجمهوريين .
2016-06-19 | عدد القراءات 9307