تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز في حلقة جديدة من برنامج ستون دقيقة مع ناصر قنديل في هذه الحلقة ستكون مخصصة لمناقشة الوضع العام في سورية خاصة المعارك التي شهدها ريف حلب الجنوبي والمناقشات التي تدور حول ذلك سواء في الحديث عن دور روسيا أو في الحديث عن صعود في دور النصرة وحجم الخسائر التي لحقت بقوى محور المقاومة لان ذلك يجري بالتزامن مع مجموعة من المنصات والمسارح العسكرية والسياسية التي يتم التغافل عنها والخروج من دائرة تكوين الصورة الإجمالية للمشهد والاكتفاء بالصورة الجزئية التي ينجح الحلف المعادي بجعلها الصورة المهيمنة والمسيطرة وتقديمها كصورة أحادية لحقيقة الوضع في سورية ...
معادلة روسيا تقول بأن كل انجاز عسكري يحاول صرفه لتأكيد المعادلات التي دخلت على أساسها والمعادلات هي : انتزاع اعتراف أمريكي وحلفاءها بان إمكانية تحقيق نصر عسكري في سورية هو أمر مستحيل . أما معادلة إيران مختلفة فمعادلة إيران أن الانتصار في سورية هو للتقرب من إسرائيل ضمن مفهوم الصراع العام في المنطقة وإيران ملتزمة به لأنها جزء من محور مقاوم لإزالة إسرائيل وبالتالي روسيا ليست جزء من هذا المحور لان سقف روسيا هو التزام إسرائيل بتطبيق القرارات الدولية ، فمن الواضح وجود روزنامة ومنطلقات ورؤية كل طرف من الأطراف المنخرطة في الصراع كيف تقارب موقعها ودورها وكيف تسعى بترجمة الانتصارات وتوظيفها .
أما الحلف القادر القوي فهو يبحث عن المشتركات ففي اللحظة التي نجحت فيها روسيا بعد عاصفة السوخوي وأبدت لدى الأمريكي استعدادها للبحث عن نقاط مشتركة وهي حل سياسي في سورية ينتج حكومة موحدة ، والحرب على الإرهاب هي الأولوية، والفصائل المعارضة المسلحة يجب أن تحيد نفسها عن الإرهاب ...فالأمريكي يعلم أن الرئيس الأسد هو جزء من الحل السياسي ويعلم أن عصب تماسك الجيش والدولة والشرائح الشعبية الملتفة حول الدولة والجيش هو شخص الرئيس فهو رمزيته والثوابت والخط السياسي والموقف والموقع القيادي وبالتالي عندما يقول الأمريكي انه يجب أن تكون حكومة موحدة في سورية تضم المعارضة والموالاة فهو يعلم ضمنا ببقاء الرئيس ولكن هو مرتبط بتحالفات لا تزال معركتها إطاحة الرئيس بالتالي خيار الأمريكي ليس الذهاب إلى حرب بل الذهاب الى حل سياسي بالتفاوض ، فالأمريكي يحتاج إلى التسوية قبل رحيله نهاية العام من أفغانستان وعلى أبواب انتخاباته الرئاسية .
الأمريكي إما أن يسير في حل واضح ومعلن ومتكامل حول مستقبل سورية وآلية الحل السياسي فيه سواء مع الحلفاء و جماعة الرياض أو بدونهم ، نحن أمام معادلة صمود في حلب وتجهيز منصات لانقضاض على الموصل وهذا معنى الحرب في الفلوجة والتقرب في الرقة ودير الزور أي أن نمسك بهذه المفاصل بحيث لا يملك الأمريكي فعل شيء من دون الشراكة ، وإذ لم يتم الاتفاق مع الأمريكي فسيكون التصرف على أساس ولاية أمريكية جديدة أم على قاعدة الحسم بالانفراد وفرض الأمر الواقع الذي يمكن أن يغير ليس في معادلة سورية والعراق فقط بل معادلة المنطقة لكي يفرض على الأمريكي أمرا واقعا.
نحن الآن أمام محطة فاصلة في موقف الإدارة الأمريكية ، فالأمريكي مجبر أن يسير بالتسوية فالتسوية تحفظ له المكانة والنصر على الإرهاب وتمنحه فرص أقوى في الانتخابات الرئاسية وفرص أفضل لتغطية انسحابه من أفغانستان ، أما عدم قبوله بالتسوية يعني ذهابه إلى قرار الحرب ، ولكن قرارات بهذا الحجم لا تؤخذ على مستوى شخص رئيس فالتفاهم على الملف النووي الإيراني هو خيار استراتيجي حاكم ولا يتغير مع تغير الرئيس وهذا الخيار هو ترجمة لقرار بحجم الانخراط السياسي والأمني والاقتصادي مع إيران في لعبة الشرق الأوسط . اخيرا نحن أمام معادلة ان خلال هذا الشهر ستكون المواجهات الدائرة أي في شمال شرق سورية أي في جبهتي الرقة ودير الزور كالتي تتم في التقرب نحو الموصل تمهيدا للحظة الحسم التي سيبنى عليها إما أن تكون الحرب بالتنسيق مع الأمريكيين بأولوية إنهاء داعش ومن ثم خوض الحرب على النصرة تحت غطاء حكومة سورية موحدة تمهد لدستور جديد وانتخابات نيابية ورئاسية مبكرة أو سيكون حالة الافتراق بين الروسي و الأمريكي في الوصول إلى تفاهم وهذا الاحتمال ضعيف وفي هذه الحالة سيكون الحسم أولا في حلب وريفها وبعدها الانتقال إلى معركة داعش .
2016-06-22 | عدد القراءات 9480