إرتباك التهدئة في حلب واليمن ...وموسكو غير واثقة من المساعي الأممية جون كيري يفخخ حركة الحريري بعدم الثقة ...والسنيورة يستعد للإنشقاق عون وحزب الله : مشاروات مع بري وفرنجية لتوسيع تفاهمات العهد

كتب المحرر السياسي

 

تتأرجح الهدنة في  حلب  واليمن بين التهدئة والتصعيد ، تحت إيقاع التناوب بين التقدم والتراجع في المساعي السياسية ، ففيما  تسجل  محادثات جنيف الخاصة بفصل جبهة النصرة عن الجماعات المسلحة تقدما ، سجلت موسكو تحفظات أوصلتها لإعلان عدم الثقة بالطريقة التي  تخضع فيها الأمم المتحدة وممثليها المعنين بهدنة حلب لشروط  المسلحين وعلى رأسهم جبهة النصرة ، لكن ذلك  لم يمنع تمديد موسكو للهدنة لأربع وشعرين ساعة أخرى ، بينما في اليمن ترنحت الهدنة فيما أعلنت الرياض سقوطها بإتهام الجيش اليمني واللجان الشعبية بالتوغل داخل الحدود السعودية ، إتهم الجيش اليمين السعوديين بمواصلة غاراتهم الجوية رغم وقف النار ، لكن مصادر يمنية مطلعة قالت أن تأرجح  الهدنة عائد لعدم إرفاقها بمشروع التفاوض السياسي الذي وعد المبعوث الأممي بتسليمه لأطراف النزاع مع سريان الهدنة ، بينما  حملت جبهة الموصل عراقيا فتح داعش لجبهة كركوك بعمليات إنتحارية  بالتزامن مع إرتكاب الأميركيين لمجزرة فيها عبر قصف أحد الأعراس في كركوك ، دون أن ينجح الإعلان الأميركي على لسان وزير الدفاع آشتون كارتر عن التوصل لتفاهم عراقي تركي ينهي النزاع  حول التوغل التركي في الأراضي العراقية ، في طي صفحة الخلاف الذي أكدت بغداد أنه لن ينتهي دون الإنساحب التركي  من الأراضي العراقية وأن الموقف العراقي لا يزال على حاله رغم إعلان كارتر .

الإعلانات الأميركية التلفيقية تكررت مع  كلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري حول لبنان وتمنياته بنجاح مساعي الرئيس سعد الحريري بتبني ترشيح العماد ميشال عون بإنهاء الفراغ الرئاسي ، وتفخيخ هذا المسعى بقوله أنه غير واثق من نجاح هذا المسعى ، ليقع الكلام الأميركي في بيروت كصب ماء بارد على رؤوس اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون مجرد مباركة المسعى السياسي التوافقي ، ويخشون أن تخفي عمليات التشكيك مساع للإفشال وزرع الشقاق ، خصوصا أن بعض الأطراف التي  تحتفظ بالعلاقات الخاصة بواشنطن ، وعلى رأسها الرئيس فؤاد السنيورة تملك اسبابها المباشرة للتعطيل وقد تجد في التشجيع الأميركي ما يدفعها لقيادة تحركات إعتراضية أشد تأثيرا تحاول الحد من نتائج خطوة الحريري ، في ظل معلومات عن تحضير السنيورة لما وصفه بالحركة التصحيحية في تيار المستقبل ، وما قالت مصادر مقربة  من الحريري أنه غذا صح سيكون بمثابة إنشقاق يلاقي ما بدأه وزير العدل أشرف ريفي ، وما سيواجهه الحريري بقوة عبر  حركة تغييرات في قيادات الصفين الأول والثاني في تياره  ، ويرفقه بتقييم لمواقف النواب من مبادرته كشرط لضمهم إلى اللوائح التي سيتبناها في الإنتخابات النيابية القادمة .

على خط الرابية حارة حريك تنشط الإتصالات والمساعي لبلورة خارطة طريق  نحو جلسة نهاية الشهر ، بتبريد المناخات بين الرابية وكل  من بنشعي  وعين التينة بدءا من قرار وقف الحملات الإعلامية ، وشمول ذلك ما تحفل به  صفحات التواصل الإجتماعي ، والبدء بمناقشة مبادرات تتخطى المجاملات وتتيح التوجه نحو رئيس المجلس النيابي والنائب سليمان فرنجية بعروض سياسية تبدد الهواجس والمخاوف  من تفاهمات ثنائية وثلاثية وتؤكد عدم تخطي التفاهم بين عون والحريري الخطوط العريضة  كما أكد العماد عون مرارا ، وصولا لجعل الشراكة السياسية بين الحلفاء مرتكزا للشراكة في الحكم  .

 

2016-10-27 | عدد القراءات 1422