بوتين ينجز مع أردوغان تفاهما في ذروة التصعيد الغربي ...والجيش السوري يتقدم عزلة سعودية بعد جريمة صنعاء ...وأنقرة والقاهرة نحو تطبيع لتقاسم التركة تغريدة سعودية وتوضيحاتها تربكان الرئاسة اللبنانية ...

كتب المحرر السياسي

 

تكللت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا بقمة مع الرئيس التركي رجب أردوغان وتوقيع إتفاقيات ثنائية ، وكلام عن تعاون في إدخال المساعدات إلى شرق حلب وسط الإبتعاد عن التفاصيل ، وتفادي العناوين الخلافية ، لكن في إشارات واضحة إلى أن العلاقة التركية الروسية لا تمر بعلاقة موسكو بعواصم الغرب ولا تتأثر بها ، خصوصا أن موضوع التصعيد الروسي الغربي كان هو نفسه سبب التباعد والقطيعة بين روسيا وتركيا ، ما يعني إلتزاما تركيا برسم  سقف لهامس التحرك في سوريا عنوانه عدم التصادم مع السقف الروسي مرة أخرى .

يأتي الموقف التركي ملاقيا لموقف مصري ، يسعى لتأكيد التلاقي  مع  روسيا بعيدا عن التأثر بالمواقف الغربية  من موسكو ، وهذه هي الرسالة التي حملها التصويت المصري إلى جانب المشروع الروسي في مجلس الأمن ، وفيه ما يفيض عن العزم على تأكيد إستقلالية مصر في موقفها تجاه موسكو ، ومن الحرب في سوريا عن اللغة الغربية ، عزم على تأكيد الإستقلال  عن الموقف السعودي ، الذي تصرف  خلال أعوام مضت بإعتبار موقف القاهرة  مجرد صدى لما  تقرره الرياض .

تدير موسكو معركتها في سوريا بالإستناد عسكريا إلى ثقة بقرب تعاظم الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والحلفاء على كل الجبهات وخصوصا شرق  حلب ، بعد بلوغه مساء أمس دوار الجندول ، الذي يتوسط أحياء شرق حلب ، وثقة بالقدرة على بناء شبكة سياسية قادرة على مواصلة جذب فصائل من المعارضة والجماعات المسلحة إلى المساحة التي أسس لها التفاهم الروسي الأميركي ، وتبدو أنقرة والقاهرة مستعدتان لهذا الدور ، في ظل  حرص مصري  على علاقة لم تنقطع مع الدولة السورية من جهة ، ومع جماعات معارضة لم يضمها مؤتمر  الرياض ، وإتجاه مصري  نحو علاقة مميزة مع روسيا وتطبيع  للعلاقة  مع إيران ، مقابل التطبيع التركي مع إيران وروسيا ، بينما تبدو العلاقة المتوترة  بين تركيا ومصر موضوعا لإهتمام روسي للعب  دور الوساطة ، لتطبيع تشعر العاصمتان بأنه حاجة لهما ، وتراه موسكو رصيدا لدورها الإقليمي .

أنقرة والقاهرة تنظران لما ينتظرهما من أدوار في ضوء مشهد العزلة السعودية ، مع ما مثله قانون جستا من تعبير عن إنهيار مكانتها أميركيا ، والضعف المالي الذي ترتب عليه والضعف العسكري بعد التورط في حرب اليمن ، خصوصا في ضوء التطورات اليمنية الأخيرة  وما ترتب على المجزرة ، التي  نصح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرياض بعدم إنكارها لقوة الأدلة التي تدينها بإرتكابها ، ليبدو الفراغ الناجم عن تراجع المكانة السعودية محفزا لتقدم أنقرة والقاهرة نحو المزيد من الأدوار ، بمثل ما  شكل الفراغ الناجم عن التراجع الأميركي محفزا لروسيا للتقدم نحو أدوار جديدة ثبت أنها ممكنة .

لبنانيا خيم الهدوء على الملف الرئاسي ، لولا الضجة التي تسببت بها تغريدة القائم بالأعمال في السفارة السعودية وليد بخاري ، وما أوحته من وصف للمرشح الرئاسي جان عبيد كحكيم لوزراء الخارجية العرب ، ثم توضيحه أنه قصد بكلامه  توثيق كلام منقول عن وزير الخارجية السعودية الراحل الأمير سعود الفيصل ، ولم تنته الضجة بسحب التغريدة .

تزامن ذلك مع إرتباك موجود أصلا حول تفسير الموقف السعودي من مبادرة الرئيس سعد الحريري ، مع زيارات الوزير وائل ابو فاعور المتكررة والتي يزداد غموض ما ينسبه  للمسؤولين السعوديين في كل مرة حول تغطيتهم لخطوة الحريري ، بينما بدا نواب المستقبل يتحدثون بلغة إبراء الذمة عن مسعى رئيسهم ، "الذي فعل ما يستطيعه " ، والقول أن التعطيل لا يزال مكانه في إشارة لحزب الله الذي ينتظر كما قال مسؤولوه ، من اليوم  الأول للكلام عن مبادرة حريرية ، "أن يخرج الحريري للعلن ويقول ما يريد ليبنى على الشيئ مقتضاه" .

هيئة مكتب المجلس أرجأت جدول أعمال الجلسة التشريعية لما بعد إنتخاب هيئة جديدة تتولى الهمة ، وفقا للأصول ، بإعتبار الجلسة التي تلي جلسة الإنتخاب  وجدول أعمالها تصير في عهدة هيئة  المكتب الجديدة ، ولو بقيت بذات قوام وعضوية الهيئة القديمة .

2016-10-27 | عدد القراءات 1757