في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إستعادة للنقاش الرئاسي من باب إقفال الحساب ، وببساطة من يقول أنه سار بخيار العماد ميشال عون الرئاسي حرصا على البلد والإقتصاد ، أو من يقول أنه فعل ذلك ليقينه أنه مرشح حزب الله الفعلي هو الفراغ ، فليقل للبنانيين لماذا لم يفعل ذلك منذ سنتين ونصف ، ولم يرحم الإقتصاد ولا رحم اللبنانيين وترك الفراغ ينتصر ، ولماذا جاءته بركات الحرص فجأة ، وتفتقت عبقريته بعد طول جفاف عن تكتيكات الحشر والزرك والإحراج ، ولماذا كان جفافها طيلة سنتين ونصف وقد ثبت أنها تنتج رئيسا ؟
يمضي السيد نصرالله في رسم معادلته ، فيقول كما قلنا أن العماد عون ممر إلزامي لرئاسة الجمهورية قلنا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ممر إلزامي لتشميل الحكومة ، وللذين يريدون أن يقولوا أن هذا تعبير عن رغبة حزب الله بتعطيل تشكيل الحكومة ، لم يقل السيد ، لكنه قال ، جربوا ذات الوصفتين ، الحرص على الإقتصاد وإقبلوا ما يقبله الرئيس بري كما قبلتم بهذا الدافع وفقا لقولكم بالعماد عون رئيسا ، أو إحرجونا واحشرونا بقبول ما يقبله بري وستنجحون كما نجحتم بإحراجنا وحشرنا بقبولكم بالعماد عون .
يفرد السيد نصرالله فقرة خاصة للحديث عن نبل النائب سليمان فرنجية وإلتزامه ويفيه حقه في التمهيد لوصول العماد عون للرئاسة عبر رفضه المشاركة في توفير نصاب الجلسات الرئاسية التي كان يمكن أن تأتي به رئيسا ، لأنه لن يشارك ما لم يشارك حزب الله ، وحزب الله لا يشارك لأنه قرر ألا يشارك إلا إذا ضمن إنتخاب العماد عون رئيسا ، وعندما يتسعيد السيد كيف كان حزب الله يرفض المشاركة في الحكومة ما لم يرض التيار الوطني الحر بطبيعة الحقائب المعروضة عليه ، فيرهن مشاركته بمشاركة التيار ، ويرهن معه الرئيس بري مشاركته بمشاركة التيار ، لم يقل لكنه قال ، أن النائب فرنجية كان يتضامن مع حزب الله والرئيس بري برهن مشاركته بمشاركة التيار الوطني الحر ، ولم يقل ولكنه قال ، أن التيار الوطني الحر الذي وصل زعيمه لرئاسة الجمهورية بقوة هذا التضامن بين الحلفاء بيده للمرة الأولى أن يعامل حلفاءه كما عاملوه ، وإن كانت معاملة الحلفاء هذه للتيار قد تمت عبر العلاقة بحزب الله ، فليعتبر التيار أن معاملته للحلفاء بالمثل اليوم تتم عبر حزب الله .
يدعو السيد بوضوح لحكومة وحدة وطنية ، حكومةوفاقية لا تستثني أحدا ، وما لم يقله السيد هو أن المقصود ليس فقط القوى التي تمثل طوائفها بل القوى التي يتسعصي حشرها بين الطوائف وتشارك حزب الله حربه الإستباقيةعلى في سوريا دفاعا عن لبنان والمنطقة ، التي رفع أداءها خطاب القسم إلى مستوى التعبير عن إرداة اللبنانيبن التي تجلت بالإجماع على الخطاب ، كما المقصود القوى التي أيدت والقوى التي عارضت سواء في إنتخابات الرئاسة أو تسمية رئيس الحكومة ، والقوى التي تملك تمثيلا نيابيا معطلا أو تلك التي تتمثل بعدد محدود من النواب ، ما دامت قوى حية فاعلة تعكس تمثيل شريحة وازنة وفاعلة في الحياة اللبناية ويغني وجودها سعة التمثيل الحكومي ويعبر عن إرادة الجمع والضم لا الطرح والقسمة .
كلام السيد عشية تشكيل الحكومة له معزى وله معان ، هو رسالة على الهواء قبل أن تتحول مسيرة تشكيل الحكومة إلى صندوق مقفل لتقاسم المناصب والمكاسب ، والقوي المنتصر زاهد بحصة خاصة ، يرتضي فيها رمزية الحضور ، يتوجه من موقع المترفع للجميع ، ومن موقع الناصح لمن يريدون القول شكرا يا سيد على كل ما فعلت وتفعل لأجل لبنان ، ولأجلنا ، يقول أن ثمة طريق للشكر هو طريق التفاعل مع النصح ، والسيد لا ينتظر جزاء وشكورا بل ترفع من بعض ما عنده من ترفع ، فيصل الشكر مضاعفا ، فوفقا لقول الفقهاء والمفسرين أن نص الآية "وإن شكرتم لأزيدنكم " قصد بالشكر الزكاة ، أي أن إنفاق المال بعيدا عن الترف والبذخ وجعله مسخرا في الخير و خدمة الناس هو البركة التي تزيد الثروة .
كل كلام السيد كان مشفوعا بمعادلة متكررة يجب الا ينساها أحد وهي في كل مناسبة لذكر الرئيس ميشال عون ، نثق بهذا الرجل ، وهو يقولها بإسمه وإسم كل من يثق به .