كتب المحرر السياسي
تؤكد مصادر متابعة في واشنطن ل"البناء" أن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يبلغ وسائل الإعلام عزم ترامب على ممارسة فضيلة الصمت بعد كل الضجيج الذي حفلت به الحملات الإنتخابية ، لأخذ الوقت الكافي والهدوء اللازم لدراسة الملفات التي ستتاح له في فترة ما قبل تسلم مهامه الرئاسية ، والتي سيعكف مع فريق مستشاريه على دراستها ورسم السياسات تجاهها دون الوقوع في مواقف تصيبه بالتناقض بعدما صار رئيسا ، على أن يحدد خطاب تسلم الرئاسة ما تعدل وما لم يتعدل من الكلام الكثير والمتناقض الذي أدلى به في الحملات الإنتخابية ، وقالت المصادر أنه على الرغم من الكلام الهادئ لترامب مع الرئيس باراك أوباما في لقائهما اثناء زيارة ترامب التقليدية للبيت الأبيض بعد الفوز الإنتخابي فإن أوباما وحزبه قلقان من مواقف إنتقامية لترامب من المرشحة هيلاري كلينتون ، رغم إعلانها الإستعداد للتعاون مع ترامب ، فيما بدا تقيم اوراق إعتماد للعودة إلى وزارة الخارجية ، ومصدر القلق وجود ملفات جنائية حقيقية تنتظر كلينتون ، ويكفي عدم ممانعة الرئيس بملاحقتها لتتقدم قضائيا ، وتكشف المصادر قيام فريق قانوني كلفه أوباما دراسة إصدار عفو خاص عن كلينتون قبل مغادرة البيت الأبيض .
الشهران الفاصلان عن تسلم ترامب للرئاسة الأميركية لن يكونا موضع إنتظار فريق التصعيد نحو الحرب في المنطقة ، والذي وضع رهانه وأمواله لحساب دعم خيار وصول كلينتون إلى البيت الأبيض ، بل هما شهرا إنتظار لمعرفة حدود قدرة ترامب في الحفاظ على وعود الإنكفاء من التورط الأميركي في حرب إسقاط سوريا ، عبر المروحة التركية السعودية بدعم تنظيم داعش وجبهة النصرة ، والترقب يتصل بقدر ترامب على إقامة توازن بين ما قاله وما ستطلبه المؤسسة الأميركية التقليدية التي تقع تحت تاثير شبكات مصالح كبرى ، وتمسك بمفاصل حاسمة في آلة الدولة من البنتاغون إلى أجهزة الأمن والدبلوماسية .
شهران من الهدوء الأميركي سيشكلان وقتا حاسما في الحرب السورية ، مع النجاحات المتدحرجة للجيش السوري التي بدأت تستعيد زخك الإنجاز وسرعة الفوز ، بما يوحي بتلاشي قدرة القتال لدى جبهة النصرة ، فبعدما إستدعى إسترداد ربع مباني شقق 1070 أكثر من عشرة أيام تمت إستعادة كل الباقي في ليلة واحدة ، وبعدها في ليلة مشابهة الموقع الحساس لمدرسة الحكمة ، وتاليا ضاحية الأسد ، ما يجعل التوقعات بتدحرج الإنجازات بما يتخطى الإعتبارات التقليدية للحرب خلال الشهرين السابقين لتبلور سياسة أميركية جديدة وإنقضاء الصمت الرئاسي .
في لبنان الطبخة الحكومية تنضج مع سقوط الآمال بتجميدها الذي كان قرارا سعوديا في حال فوز كلينتون ، بإنتظار تسملها الرئاسة ، وكانت كلمة السر مع حزب القوات اللبنانية بالتعجيز ، بطلبات توزير تصعب تلبيتها ، ومع فوز ترامب فقدت اللعبة وظيفتها ، فتسهلت العملية ، وبدأ النقاش حول كيفية تمثيل القوات ، كآخر العقد التي تتنظرها التشكية الحكومية للبدء بتركيب "بازل الأسماء والحقائب " وفقا لخريطة التوازنات الطائفية والحزبية ، وفي هذا السياق تتداول الرئاسات فرضية إسناد وزارة الدفاع كحقيبة سيادية متبقية بعد حسم الأخريات ، لأرثوذكسي يسلم له الجميع ، ويفضل ان يكون نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس إذا قبل المهمة ، لحل المشكلة ، ومنح القوات فرصة الترضية بتظهير علاقة خاصة بها ، كراع لوحدة الموقف المسيحي ، وقدم للقوات حقيبة إضافية إلى حصتها ، أو الذهاب إلى خيار بقاء القديم على قدمه في الحقائب السيادية ، كما كان في حكومة الرئيس تمام سلام ، طالما حسم الوزراء الثلاثة جبران باسيل ونهاد المشنوق وعلي حسن خليل في مراكزهم ، فيكون بقاء الوزير سمير مقبل جسر عبور لحل عقدة الدفاع ببقاء القديم كمخرج ، تلاقيه القوات بعلاقة خاصة مع مقبل الذي تمثل في عهود مختلفة من مواقع متعددة ، ولا عقدة أن تكون علاقة خاصة بالقوات بابا لتمثيله هذه المرة .
2016-11-11 | عدد القراءات 8522