كتب المحرر السياسي
يتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغم صخب التظاهرات المنددة بسياساته وإنتخابه ، بمفاجأة مناصريه وخصومه بمواقف صاعقة بإنتمائها إلى غير المألوف ، وهو ما يبدو ما يعبر عن الحال الأميركية في زمن اللاتوزان ، بين الحجم المعتاد والحجم القائم ، والإقتصاد الموعود والإقتصاد القادم .
ترامب يلوح بتهجير ثلاثة ملايين مهاجر يصفهم بالمجرمين وتجار المخدرات وذوي السجل الجنائي والموضوعين تحت المراقبة بتهمة الإرهاب ، وهذا يعني عمليا توزيع العدد مناصفة بين المكسيكيين والمسلمين ، وبينما كان تصريح ترامب عن التهجير يشغل وسائل الإعلام ، كان يظغى عليه ما قاله ترامب من كلام صادم لصحيفة وول ستريت جورنال عن الحرب في سوريا ، داعيا إلى تفسير المصلحة الأميركية بالعمل على تكوين معارضة معتدلة وإنفاق الوقت والمال لحساب من لا نعرفهم ، ولا نعرف درجة الوثوق بهم ، متسائلا لماذا علينا إعتبار إسقاط الرئيس السوري قضية تخص أميركا ولماذا لا ننظر من منظار أولوية الحرب على داعش فنتعاون مع سوريا ورئيسها من موقع المصلحة الأميركية ، خصوصا أن روسيا وإيران تدعمان الرئيس السوري والإصرار على إسقاطه يعني تصادما معهما ، فهل هناك في مصالحنا ما يستحق ذلك ؟
كلام ترامب الصاعق ينزل على حلفاء أميركا وخصوصا في السعودية ، التي لا تكاد تصحو من صفعة بعد قانون جستا الذي جمد ودائعها حتى تتلقى الثانية ، بينما لا تصغي سوريا كثيرا لكلام ترامب إلا من باب الثقة بفعالية صمودها ، وتمضي في حربها لصناعة المزيد من الإنجازات .
حلب ساحة القتال التي تختصر الحرب العالمية الثالثة ، حيث سقطت هيلاري كلينتون مضرجة بدماء النصرة ، تبدو على موعد مع الأيام الحاسمة ، حيث أربع جهاتها تشهد إحكام الطوق لساعة صفر منح قبلها الجيش مهلة أربع وعشرين ساعة للمسلحين لمغادرتها قبل أن تبدأ تصفية مواقعهم بأسلحة نوعية حديثة دقيقة التصويب ، فكان الرد الإنتحاري بإطلاق قذائف تحمل غازات سامة على مطار النيرب ، لمعروف بمطار حلب الدولي ، حيث أصيب العشرات بالإختناق ووثقت الهيئات الصحية حالتهم واودعتها للجهات الأممية .
حلب تمضي بثبات نحو حريتها ، وحربها تدق ساعات توقيتها الفاصلة ، بينما في لبنان ينتقل التوقيت من موعد الإنتظار للحسم إلى ماراتون لا فائز فيه ، وليس الجميع يفوز كما كان مرتقبا في تشكيلة حكومية موعودة بثلاثين وزيرا ، صارت وفقا لمصادر رئيس الحكومة مستبعدة ، بنصيحة قواتيه لتفادي تمثيل حزب الكتاائب والحزب السوري القومي الإجتماعي ، وربما الوزير طلال إرسلان ، وربما أيضا الوزير السابق فيصل كرامي ، فيصير العدد اربعة وعشرين وزيرا ، سببا كافيا للقول بضيق المكان على غير القوى الكبرى .
في حكومة الدزينتين وزيران درزيان من حصة النائب وليد جنبلاط ، و في الدزينة المسيحية ، وزيران ارمنيان يتقاسمهما الرئيس سعد الحريري وحزب الطاشناق ، والباقي عشرة وزراء ، وزير لتيار المردة ، وثلاثة للتيار الوطني الحر وثلاثة لحزب القوات اللبنانية ووزيران لرئيس الجمهورية ، وإن رغب الرئيس أن يكون الوزير فيصل كرامي أحدهما ينال الرئيس الحريري توزير النائب السابق غطاس خوري بدلا منه ، وتؤول وزارة الدفاع لأرثوذكسي يتفق عليه بين التيار والقوات أو يحسب لحصة رئيس الجمهورية بجمع وزارات العدل والإتصالات والطاقة كتعويض للقوات .
صيغة الدزينتين قيد التداول بداعي التسريع ، وربما ترتب التعقيد بتحفظات مصدرها السؤال عما إذا كان الإصرار على تضييق القاعدة الحكومية ، متصل بقانون الإنتخابات وليس بشيئ آخر ، قالتوازن الجديد في الحكومة القائمة على الدزينتين ، يضمن بعيدا عن حديث الثلث الضامن ، أكثر من الثلث لمنع ولادة قانون يعتمد النسبية إذا اضفنا حصة القوات لحصة تيار المستقبل البالغة ما بين تسعة وعشرة وزراء .
2016-11-14 | عدد القراءات 7091