سوريا تنتصر والسعودية تحتضر كتب ناصر فنديل

  • في علوم السياسة يعتمد الخط البياني لتنامي وتراجع مصادر القوة والحضور كأساس لإستقراء مسارات ومصائر الدول وكان يحق علميا للذين ينظرون لحال سوريا بين عامي 2011 و2015 أن يتحدثوا عن مصير دولة فاشلة وهم يرون الخط البياني لحالها من سيئ إلى اسوأ في سيطرتها العسكرية على أراضيها وفي حجم التحشيد الدولي والإقليمي ضدها وحالتها المالية والإقتصادية
  • اليوم إكتمل الخط البياني السوري وبدا خط الإنحدار قد بلغ القعر عام 2015 وبدأ بعده الصعود ولا يزال مستمرا فعسكريا حالها من حسن إلى أحسن ودوليا تنكسر موجة العداء وتتحول إنفتاحا وإقتصاديا بدأ البحث بخطط الإعمار والتسابق على صناديقها
  • حلفاء سوريا مثلها أحوالهم من حسن إلى أحسن فالمزيد من التماسك بينهم والمزيد من القوة والمزيد من الإنفتاح الدولي عليهم من التفاهم على الملف النووي الإيراني عام 2015 إلى الإعتراف الغربي والاميركي بدور روسيا في كل الملفات
  • تبدو سوريا وقد انهكت خصومها ودفعتهم إلى هاوية لا قعر لها فأقرب الخصوم الذين تآمروا عليها يعيشون منذ العام 2015 حالا معاكسة لحالها من تركيا التي إفتتحت ذلك العام بالإنقلاب ولا تزال في وضع داخلي مأزوم و تصدع في العلاقة بأوروبا وخسارة للثقة الروسية الإيرانية وخلاف مع أميركا وقلق من الأكراد
  • إسرائيبل ليست أحسن حالا فمفكروها يقولون أن زلزال سوريا لم يبدأ بعد بنتائجها عليها وقد صار الجيش السوري والحشد الشعبي وحزب الله والحرس الثوري قوة متكاملة متناسقة قادرة على خوض حرب بمليون جندي يدفعون إلى الجبهات دون أن يهتز أمن لبنان أو سوريا  أو العراق أو إيران وبأحدث السلاح وأشده دمارا بينما خسرت إسرائيل كل فرص خوض حرب وكل سبب للأمن وفوق مخاطر ملف إيران النووي  تخشى جيلا فلسطينيا جديدا عينه على الأسد ونصرالله
  • الخاسر الكبر هو الخليج الذي بدا بالثنائي السعودي القطري يحكم العالم العربي في ربيع مزيف تناوب الثنائي على إدارته من مصر إلى تونس وليبيا وكان إعلام الثنائي صانع الراي العام العربي لسنوات وبلاد تنعم بالإستقرار مسموعة الكلمة في العالم يتسابق الرؤساء على خطب ودها ومالها والرغبة بالتطبيع معها تعم حلفاء سوريا من إيران إلى روسيا وها هي اليوم تنفق مدخراتها لنيل درع الحماية من أميركا بعدم السقوط وتكرس إعلامها لنتف شعر بعضها وريش ما تبقى من حضور لها وفيما تستعد قطر لخسارة مونديال 2022 الذي كلفها المليارات تغرق السعودية بين فكي كماشة حربها في اليمن وأزمتها مع قطر ويجول وزير خارجيتها العالم لتسول الدعم في الأزمات ولم تعد سوريا موضوعا يناقشه احد مع عادل الجبير الذي كان لفترة المفاوض الحصري حول مستقبل سوريا
  • سوريا تنتصر كما يقول خطها البياني والسعودية تحتضر كما تقول الأرقام
  • قالوا 2022 سنة فاصلة ونقول من يعش يرى ...وساطة سورية أو ربما قوات فصل سورية بين قطر والسعودية ...ولم لا فهذا هو حال الدول ؟

2017-07-17 | عدد القراءات 4474