كتب المحرر السياسي
تحتفل فلسطين بنصرها اليوم بعدما حاول الإحتلال سرقة فرحة النصر أمس بالمواجهات الوحشية التي خاضها جنوده بوجه المصلين الذين توافدوا إلى باحات الأقصى في صلاة العصر إحتفالا بنزع البوابات الإلكترونية والكاميرات التي زرعها الإحتلال في محيط المسجد الأقصى ، ليشكل إحتفال اليوم إختبارا يقرر مستقبل العلاقة بين الفلسطينيين والإحتلال في الأيام القادمة ، حيث ستغلق مساجد القدس تعبيرا عن قرار إقامة صلاة موحدة في المسجد الأقصى يتوقع أن يشارك فيها عشرات الالاف من الفلسطينيين وتشكل إختبارا لكيفية تعامل الإحتلال ، فإن تحولت صلاة اليوم لمواجهة يكون الإحتلال بالحقد المسكون في نفوس جنوده وعناصر شرطته قد خسر فرصة هدنة كان ممكنا تحقيقها بقرار الإستجابة للشروط الفلسطينية بنزع البوابات والكاميرات ، وإن تعامل بهدوء مع المصلين يكون قد كرس لفلسطين نصرها ، وتلك هي الإشكالية المعقدة التي بلغها الحلف المناوئ لشعوب المنطقة وحركات المقاومة فيها ، بالغا مرحلة خاسر – خاسر .
كما في فلسطين في سوريا ، حيث بلغ الجيش السوري في تقدمه شمال شرق سوريا مدينة السخنة التي تشكل مفتاح الوصول لمدينة دير الزور وفك الحصار عنها ، وفي السخنة بدت المعركة مع داعش متسارعة الخطى بالنسبة لغرفة عمليات الجيش والحلفاء كما أفادت مصادر عسكرية متابعة ل"البناء" متوقعة إنجازا قريبا يتمثل بفتح معركة دخول دير الزور ، بينما بدا أن تقدم قوات سوريا الديمقراطية في الرقة يتعثر والجيش السوري قد صار على تخومها ويبدي جاهزيته لخوض معركة تحريرها إذا تلقى التعليمات بذلك .
هذا الحدث سيرسم مسار الحرب في سوريا بعدما توطدت مناطق التهدئة التي ترعاها موسكو ويستمر السعي لتثبيتها وفقا لمعادلة إعتبار غارات الجيش السوري على مواقع النصرة ضمن ثوابت التفاهمات الراعية لهذه المناطق ، سواء في غوطة دمشق أو في إدلب ، ومشكلة الأميركيين وحلفائهم أنهم إن إرتضوا حاصل هذه المعادلات فهم يسلمون بإنتصار محور المقاومة وإن قاوموا هذه المتغيرات يضعون أنفسهم على ضفة الهزيبمة المؤكدة ، لتتكرر معهم معادلة خاسر- خاسر .
الحرب على الإرهاب شعار الأميركيين في المنطقة ، لكن الحرب يخوضها محور المقاومة ، وليس حلفاء واشنطن الذين يقفون على رصيف المعارك يتصيدون مناسبات للسجالات المفتعلة تنغيصا لنصر أو سعيا لكسب عطف شعبي ضائع بعدما توحدت الناس وراء إنتصارات المقاومة ، والحال هو نفسه في العراق وسوريا ولبنان ، حيث النصر الطازج للمقاومة على جبهة النصرة الذي بدأت ترجمة نتائجه بإتفاق ينتهي بإنسحاب عناصر النصرة وقادتها من جرود عرسال إلى إدلب ، ووقف بعض السياسيين يتحدثون مرة عن ترسيم الحدود اللبنانية السورية لمعرفة اين يجب وأين لا يجب أن ينتشر الجيش اللبناني الذي يستعد لخوض معركة إخراج داعش من جرود القاع ورأس بعبلبك دون ان يتساءل عن ترسيم الخدود اللبنانية السورية فإخراج الإرهاب وهزيمته هو الأولوية الللبنانية والسورية وليس تقاسم الأراضي التي لا يريد بها البعض أن تتحرر بداعي إستحضار الخلاف حول أمتار قليلة فيها .
إتفاق إنسحاب جهة النصرة من جرود عرسال وقد توضحت بعض بنوده لجهة تسليم جثامين المقاومة وأسراها وتأمين خط آمن فانسحاب عناصر النصرة وقادتها من الجرود إلى إدلب ، أعلن التوصل إليه بصورة رسمية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعد زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري ، الذي قالت مصادر متابعة للبناء أنه كان بصورة يومية على إطلاع بمسار التفاوض ، حتى التوصل للإتفاق ، فيما قال اللواء عباس إبراهيم ل"البناء" أن "الأمن العام سيتولى تنسيق ومواكبة الخطوات اللوجستية في الإتفاق " .
2017-07-28 | عدد القراءات 11292