كتب ناصر قنديل ...من بقي صالحاً من المعارضة للحلّ السياسي؟

ـ فارق كبير بين سورية ولبنان عند الحديث عن التسويات فالوضع الشعبي للقوى المناوئة لخط المقاومة هو الذي يفرضها شريكاً في التسويات خصوصاً مع تموضعها على خطوط طائفية مستفيدة من التموضع بلون طائفي معيّن لقوة المقاومة الرئيسية التي يمثلها حزب الله وحليفته الدائمة أمل وبتقلب بين الوطني والطائفي في الحسابات والتحالفات لحليفها الأبرز التيار الوطني الحر.

ـ في سورية الفارقان من نفس المنطلق هما أنّ المعارضة بلا وضع شعبي يُذكر، وأنها فشلت في اللعب بالنسيج الوطني السوري واقتطاع شريحة منه تحت عنوان طائفي رغم المال والمخابرات والإعلام للثلاثي السعودي والتركي والقطري، وفي المقابل الرئيس السوري كرمز لسورية المقاومة تلتفّ من حوله شرائح الشعب السوري بكلّ أطيافها والدولة السورية التي يقودها أظهرت مناعة وطنية بوجه محاولات التطييف.

ـ المكوّن الوحيد الذي يمكن الحديث عنه كمشروع افتراضي للشراكة بالتسوية هو المكون الكردي بقيادته الحالية إذا غادر خيار اللعب بوحدة سورية وأوهامه الأميركية.

ـ الحديث عن الحلّ السياسي في سورية ومشروع حكومة موحدة تشارك فيها المعارضة يطرح إشكالية تحديد من يصلح من هذه المعارضات للمشاركة في التسوية وما هي شروط ومعايير الإنتقاء.

ـ المبرّر الوحيد لخيار التسوية في سورية مع الانتصارات المتتابعة للجيش السوري وحلفائه هو منح الدول الكبرى التي نضجت للخروج من الحرب ذريعة مناسبة للتعامل السياسي والعلني مع الدولة السورية، وإذا لم تكن المعادلة شرعية معترف بها للدولة السورية مقابل بعض التلوينات المخففة من رموز المعارضة الفاشلة فلن يكون هناك مبرّر للتوسيات ولا للحكومة التي تنتج عنها…

2017-09-16 | عدد القراءات 3289