قال_الصباح
المدن العتيقة تحل ضفائرها تعويذة لطرد الغزاة وإعلانا عن كونها أخذت عنوة بغير رضاها والشعوب العريقة تسكب قوارير عطرها على العتبات منعا لوقوعها بأيدي الغاصبين وإنكشاف أسرار جمالها وفتنتها للغرباء ...أما أم الشهيد فتحل ضفيرتها إعلان عزم على الثأر وتسكب قارورة عطرها إيذانا بمغادرة زمن الأنوثة والدلال ...وحدها الشام كأم ومدينة تجدل ضفائرها وتتباهى برجالها الشجعان يترجلون عن أحصنة الحرب يقبلون الأرض التي تتحضن رفاقهم و يسكبون دمهم في عميق ترابها لينبت الياسمين أنقى ويتوهج عطره أرقى ويمضون ...في بلاد الشام كان وبقي وسيبقى عصام ...وسينبت زهر الدين عابرا للجغرافيا ثابتا في الزمن فوق المحن والفتن ...ها هي الشام وعكس عاداتها لمرة ستحل ضفيرتها وتسكب قارورة عطرها لتستقبل نعش الشهيد عرشا لملك يتربع على القلب ...ينبض بالحب وتمتشق باقة ياسمين تلقيها على السائرين به من الشمال إلى الجنوب وباليد الأخرى بندقية تمشي من الجنوب إلى الشمال...فهو زمن الإنتصارات ...زمن الفرات ...زمن قيامة البلد ...زمن بشار الأسد ...زمن الصباح يشرق على جبين شهيد والشمس تلمع كبريق عينيه ...زمن المدن المقاتلة في كل ساح ...لا تترك السلاح ...فيليق بها الدم والشهداء والصباح .
2017-10-19 | عدد القراءات 8780