لا حرب أميركية إسرائيلية كتب ناصر قنديل

ـ كثيرون تساءلوا ما معنى رمي السعودية لرصيدها الأخير في لبنان الذي يمثله وجود الرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة اللبنانية وتحويله بأحسن الحوال إلى لاجئ سياسي في السعودية ومصدر لتسجيلات متلفزة تبث العداء لحزب الله وسورية وإيران.

ـ ذهب أغلب المحللين لتخيّل سيناريوات كبيرة تذهب إليها المنطقة بتوقيت ما بعد الاستقالة افترضوا أنها حاصل التنسيق المستمر بين المواقف التصعيدية السعودية والأميركية والإسرائيلية ، فوجدوا أنّ الشيء الوحيد الذي يستحق خطوة بهذا الحجم هو شنّ حرب أميركية إسرائيلية على سورية ولبنان وربما إيران وبالحدّ الأدنى شنّ حرب إسرائيلية على لبنان.

ـ الطبيعي أن يستبعد كلّ متابع للوضع في لبنان احتمال إقتناع السعوديين بإمكانية أن ينتج عن الاستقالة تفجير للوضع اللبناني الداخلي بوجه حزب الله.

ـ السؤال هل الحرب واردة؟

ـ الجواب أنه إذا وردت الحرب فلا تفيد فيها الاستقالة بشيء، بل ربما يفيد فيها الحريري وهو رئيس للحكومة أكثر في التشويش ونقل الشروط.

ـ الحرب بذاتها ليست واردة لأنّ الاختبارات التي مرّ بها الأميركي مع سقوط مشروع انفصال كردستان وسقوط الخط الأحمر الذي رسمه الأميركيون لبلوغ الجيش السوري الحدود مع العراق أو لعبوره نهر الفرات تقول إنّ الحسابات الأميركية لنتائج الحرب وكلفتها والآمال المعقودة عليها توصلهم لصرف النظر عنها.

ـ الحرب الإسرائيلية ليست واردة ايضاً لأنّ شرطها ضمان عدم المخاطرة بالهزيمة التي لا تحتمل «إسرائيل» تجربتها، وشرطها الثاني ضمان تحمّل تبعاتها وهو ما تدرك «إسرائيل» حجمه وضعف بنيتها الدخلية على حمله.

ـ لا حروب والاستقالة قد تربك الحسابات وتوتر الأجواء لكنها لن تغيّر المعادلات.

التعليق السياسي

2017-11-06 | عدد القراءات 2498