كتب المحرّر السياسي
سقطت الخطة السعودية لتخريب لبنان. هذا ما قاله مرجع كبير، فلا قلق من منع الرعايا السعوديين عن لبنان، لأنّ الرهان على تمرير صورة رئيس الحكومة يعلن استقالته ويتعامل معها تحالف رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابي وحزب الله، كفرصة للمجيء برئيس حكومة بديل أشدّ قرباً منهم، فشل، وبفشله وتمسك اللاعبين الرئيسيين الثلاثية بكشف مصير الحريري وعودته كشرط للتعامل مع الاستقالة، منحت قيادات طائفته ومؤيديه ومعارضي ثلاثي الرئاستين وحزب الله، فرصة اكتشاف حجم الإهانة التي لحقت بهم من الطرف الذي ائتمنوه على كرامتهم وسمعتهم ومكانتهم وعاملوه كمرجعية لهم، لسنوات طوال، ليجدوا مَن عاملوهم كخصوم كرمى للسعودية وإرضائها هم مَن يقف معهم ويترفّع عن التفاصيل الصغيرة للعبة المحلية، متمسكاً بالكرامة الوطنية في التعامل مع احتجاز رئيس حكومة لبنان، في سابقة لم يعرفها اللبنانيون منذ معركة الاستقلال وإقدام سلطة الانتداب على اعتقال رئيسَي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزراء في قلعة راشيا.
الحريري قيد الاحتجاز، صار الأمر محسوماً. هذه هي القناعة الراسخة في دار الفتوى وفي بيت الوسط، كما هي في باريس والقاهرة. فلا جولات الحريري المنسّقة تحت السيطرة ولا مواعيده الدبلوماسية تحت الرقابة، تلغيان حقيقة غياب الحريري الإعلامي وغياب قدرته على الاتصال بأحد، وغياب حضوره على شبكات التواصل، ولا الإشاعات السعودية عن تقارير مفبركة عبر مواقع المعارضة الإيرانية عن تهديدات تعرّض لها الحريري تنطلي على أحد، وقد صيغت بطريقة تدعو للسخرية، لا يقع بها مبتدئون. والكلّ في لبنان يهزأ من الخفة التي يتعامل عبرها السعوديون إعلامياً لتغطية بلطجتهم الفاقعة على حساب الحدّ الأدنى من التحفظ الواجب في حالة التعامل مع رئيس حكومة بلد ذي سيادة، حتى لو كان من رعايا المملكة ومن بطانة العائلة المالكة والمحسوبين على أمرائها.
القضية ستكون على جدول أعمال مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لقائهما في فيتنام، وقد تدقّ أبواب مجلس الأمن الدولي بطلب مشاورات، تتقدّم به روسيا، إذا طال الأمر، والبطريرك الماورني بشارة الراعي سيزور السعودية، وتقول مصادر قريبة منه لوكالة «رويترز» إنه حصل على وعد باحتمال السماح له برؤية الحريري، ما يعني تصريحاً سعودياً علنياً بالسيطرة على حركة الحريري، واعتباره قيد الاحتجاز، من جهة، وعدم النية بتركه يعود إلى بيروت قبل عشرة أيام على الأقلّ من جهة ثانية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي فشل بالتوصل لحلّ لقضية الحريري عبر الاتصالات الهاتفية، بعدما حصل على تعهّدات بالتجاوب مع مسعاه، وفوجئ لاحقاً بكلام سعودي جديد، مضمونه أنّ الحريري بعد استقالته عاد مجرد مواطن سعودي يخضع للمساءلة القانونية، ما حمله للسفر إلى الرياض ليلاً للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بينما واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاوراته الداخلية والخارجية، موفداً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى عواصم إقليمية ودولية عدة لتحريك صداقات لبنان من أجل تسريع عودة الحريري إلى بيروت، حاملاً رسائل من الرئيس عون لكلّ من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد عودته من الرياض، مستطلعاً حصيلة اتصالاتهما ونتائج مساعيهما.
مرجع واسع الإطلاع قال لـ «البناء» إنّ ما أريد أن يكون للبنان بداية فتنة تحوّل فرصة لتصليب تماسكه الوطني، إذ تعامل تيار المستقبل بمسؤولية وطنية تلاقي تلك التي عوملت بها قضية رئيسه المحتجَز ولم ينقلب بعد حلّ قضية الاحتجاز إلى تسديد فواتير الولاء للسعودية تحت شعار الخوف من الانتقام، بضخّ مواقف تلعب بالوحدة الوطنية وتضحّي بالروح التي تجلت في هذه الأيام الصعبة، وتكافئ الشركاء على حسناهم بالسوء، لأنّ الأزمة قد مرّت على خير وعاد كلّ إلى متراسه، والأمر يبقى بيد رئيس الحكومة المتحجَز سعد الحريري وكيف سيتعامل مع مَن وقفوا معه ولعبوا الدور الرئيسي في استرداده لحريته، بالوفاء والعرفان وتقدير معنى تبادل الشعور بالوطنية أولاً، أم بمنح الأولوية لتقديم أوراق الاعتماد لولي الأمر خوفاً أو طمعاً بالرضا والمال مجدّداً؟
لبنان لـ«مملكة الخير»: نريد «الرئيس المغيّب»!
لا يزال لغز الإخفاء القسري لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري منذ السبت الماضي في أحد «الفنادق الأمنية» في الرياض، الحدث الأبرز الذي شغل الأوساط السياسية والشعبية، إذ إنّ لبنان توحّد حول شعار نريد رئيس حكومتنا المغيَّب بعد أن ثبُت بالوجه الشرعي خبر احتجازه في «المملكة»، بحسب ما أبلغ مصدر لبناني كبير وكالة «رويترز»، والذي أشار الى أنّ «لبنان يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على السعودية لفك احتجاز الرئيس الحريري والتوسّط لدى فرنسا لكشف مصيره».
وقد بات مطلب فك أسر الحريري من سجن «قصر الأمراء» قضية وطنية سيادية تُوِّجت أمس، مع البيان الصارخ للمكتب السياسي وكتلة المستقبل النيابية الذين اجتمعوا بصقورهم وحمائمهم في بيت الوسط، وأشاروا في بيان مقتضب كالعادة تلاه رئيس «الكتلة» فؤاد السنيورة الى أن «عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس تيار المستقبل ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية». وأكدت على «الوقوف مع الرئيس سعد الحريري ووراء قيادته قلباً وقالباً، ومواكبته في كل ما يقرّره، تحت أي ظرف من الظروف».
المشنوق لـ «ولي العهد»: لبنان ليس قطيع غنم…
وما نطقت به «الكتلة» تلميحاً أباح به وزير الداخلية نهاد المشنوق تصريحاً ومن دار الفتوى، في ردٍ على سؤالٍ حول قرار ولي العهد السعودي نقل السلطة والوراثة السياسية من الحريري الى شقيقه بهاء الحريري، وأجاب المشنوق أن «اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر»، لافتاً إلى أن «السياسة في لبنان تحكمها الانتخابات لا المبايعات»، ودعا إلى «انتظار عودة الرئيس الحريري، لأنه هو الذي يقرّر طبيعة المرحلة المقبلة، بالتشاور مع كل الرؤساء والقوى السياسية المعنية».
ولوحظ أمس، تفعيل صفحة بهاء الدين الحريري على فايسبوك التي كانت تنشر في العامين 2011 و2012 أخبار بهاء الحريري وشقيقه سعد الحريري.
تحذيرات سعودية لـ «المستقبل»
وقد حاولت «البناء» التواصل مع أكثر من نائب «مستقبلي»، غير أنّهم لم يجيبوا على هواتفهم ليتبين لنا لاحقاً أن قراراً تمّ تعميمه على أعضاء «الكتلة» كافة وعلى المسؤولين في «التيار» أيضاً بعدم الادلاء بأي تصريح، وحصر الأمر بالرئيس السنيورة، وذلك بعد تلقي الأعضاء البارزين في «الكتلة» بحسب معلومات «البناء» اتصالات من مسؤولين سعوديين وعلى رأسهم ثامر السبهان، تعبّر عن امتعاض القيادة السعودية من بيان «الكتلة»، ومن كلام المشنوق الذي اُعتبِر تحدياً مباشراً للمملكة. وما أكد هذه المعلومات هو مسارعة السنيورة الى تلطيف الأجواء والتوضيح في بيان مساء أمس، بأن «بيان كتلة المستقبل لم يكن تصعيداً بوجه السعودية، فهي لها دور كبير في إنقاذ لبنان وسنعمل لتبقى علاقتنا وثيقة معها».
إبراهيم التقى عباس موفداً من عون
ولم يبقَ خبر احتجاز الحريري داخل حدود الوطن، بل تردّد صداه في أكثر من دولة في العالم، وكان لافتاً وصف قناة «سي أن أن» الأميركية ما يجري بـ «الغموض الذي يلفّ مصير الحريري».
وفي سياق المعركة التي تقودها بعبدا لاستعادة رئيس الحكومة المحتَجَز، أوفد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الأردن والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة منه لتقفي أثر الحريري من مخابرة هاتفية أجراها عباس مع الحريري منذ يومين، علّ إبراهيم يظفر بمعلومات عن رئيس الحكومة.
وفي سياق زيارات عدة يقوم بها إبراهيم الى دول أوروبية، وصل أمس الى فرنسا على أن يعقد لقاءات اليوم لمتابعة القضية.
زاسبيكين: سنطرح الملف في مجلس الأمن
وفي تهديد لافت بنقل الملف الى مجلس الامن الدولي، أشار السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين أنه «اذا كان هناك مماطلة بالموضوع من دون التوضيح فستصير هناك مناقشة مشتركة لهذا الملف في مجلس الأمن ». وأشار الى أن «موضوع عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري متعلقة بالحقوق السيادية للبنان ويجب ان يكون هناك احترام لهذه السيادة». وأوضح أن «مطلب السعودية عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة يعتبر تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية للبنان، ومن الصعب الحديث عن الصيغة المستقبلية للحكومة»، مؤكداً أن «هذا المطلب يزيد من أهمية وجود حزب الله في الحكومة».
رحلة ماكرون للبحث عن الحريري
مصير الحريري المجهول، دفعت بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمجازفة واختراق العاصفة الرملية و»الهبوط الاضطراري» في المملكة حاملاً مشعل السلام في رحلة بحث طويلة في الصحراء عن رئيس حكومة لبنان الذي يحمل الجنسية الفرنسية ايضاً، بعد أن منعت السلطات السعودية مبعوثه الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي من لقاء الحريري.
والتقى ماكرون ولي العهد محمد بن سلمان وأجرى محادثات معه، وكان ماكرون قد أوضح قبيل اللقاء أنه «سيبحث ملفات إيران واليمن ولبنان»، وقال: «سمعت مواقف حادة جداً عبرت عنها السعودية حيال إيران، لا تنسجم مع رأيي». أضاف: «من المهم التحدث الى الجميع، وفرنسا تضطلع بدور من أجل بناء السلام».
وما زاد غموض المشهد، هو تصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن «ليس لدينا أي طريقة للتأكد بإن كان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في الإقامة الجبرية فعلاً».
فهل ستواجه السعودية المجتمع الدولي وتحتفظ بمواطنها، وتعتبر الأمر شأناً داخلياً بعد تجريده من لقب «رئيس حكومة»؟
السعودية تصعّد: الآتي أعظم…
وقد سُجِلت يوم أمس، مؤشرات على تصاعد وتيرة العدوان السعودي على لبنان في الأيام المقبلة بالتنسيق مع «اسرائيل»، وقد نُقِل عن «المفوض السامي في لبنان» ثامر السبهان بأن الآتي أعظم على لبنان، إذا لم يمتثل أركان دولته وقياداته السياسية للأوامر والشروط السعودية، وقد لوحظ تكثيف السبهان تصريحاته «التويترية». وهو الذي يستخدم حساب الحريري على تويتر أيضاً لتضليل الرأي العام بصور ومنشورات توحي بأنه ليس في الإقامة الجبرية. وقال السبهان أمس: «كل الإجراءات المتخذة تباعاً وفي تصاعد مستمر ومتشدّد حتى تعود الأمور لنصابها الطبيعي».
وفي مؤشرٍ خطير ينبئ بما هو أسوأ على الصعيد الأمني، دعت وزارة الخارجية السعودية، بلسان مصدر مسؤول في الوزارة «رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان إلى مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية». وقد حذت الإمارات والكويت حذو الرياض ودعوا مواطنيهم الى عدم السفر الى لبنان، وقد أعلنت الخطوط الجوية الكويتية أنها سترسل طائرة اليوم لإجلاء رعاياها من بيروت».
فهل بدأت الحرب الخليجية «الإسرائيلية» على لبنان؟
مصادر مطلعة أشارت لــ «البناء» الى أن «السعودية تظن بأنها تستطيع إلحاق الأذى بالأمن اللبناني، لكن الأجهزة الأمنية اللبنانية ردت أمس على الموقف السعودي بحزمٍ وعملت على تسيير دوريات في مختلف المناطق لنشر الطمأنينة لدى المواطنين ورفعت جهوزيتها لمواجهة أي عبث أمني»، وبذلك تكون السعودية بحسب المصادر قد أضافت إخفاقاً أمنياً على إخفاقها السياسي المتمثل برد اللبنانيين على إقالة الحريري بالوحدة الوطنية». وكشفت المصادر أن «البحث جارٍ الآن بين عواصم غربية وعربية عدة مع سلطات الرياض عن مخرجٍ لإخراج الحريري من أسره». وعلمت «البناء» من مصادر رفيعة المستوى أن «الرئيس عون بصدد الانتقال من الدفاع الى الهجوم وسيتسلّح بالوحدة الوطنية الجامعة حول موقفه ويتوجه الى الدوائر الخارجية الفاعلة لاستنقاذ الحريري».
سقوط قواعد التسوية الرئاسية؟
مصدر في كتلة نيابية بارزة أبدى خشيته من الأزمة السياسية المستجدّة في لبنان والتي تتعمّق يوماً بعد يوم رغم الاحتواء الذي أبداه الرؤساء والقيادات السياسية أما محور المخاوف، بحسب ما يلخصها المصدر لـ «البناء» فهو أن «الخطوة السعودية المفاجئة، نسفت قواعد التسوية الرئاسية والحكومية التي أتت بالرئيس عون الى سدّة الرئاسة الأولى والحريري الى الثالثة». وثانياً أضاف المصدر: أن «الخطوة ستشرع لبنان من جديد أمام الصراعات الإقليمية في المنطقة بعد أن نجح في النأي بنفسه في العام الماضي»، ولفت الى أن «السعودية وبسبب أزمتها الداخلية والإقليمية أدخلت لبنان في لعبة الصراع كساحة ضغط على إيران وحزب الله»، موضحاً أن «هناك خيارين أمام لبنان: إما الإبقاء على الحكومة الحالية حتى الانتخابات النيابية وإما التفاهم على عناوين سياسية جديدة وتأمين توافق إقليمي دولي عليها قبل إعلان الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال والدعوة الى استشارات نيابية لتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة، لأن المشكلة ليست في من يرأس الحكومة»، بحسب المصدر «بل بالشروط والتفاهمات السياسية التي ستحكم التوازن داخل الحكومة والمرحلة السياسية المقبلة والملفات الساخنة التي سترثها عن الحكومة الحالية».
نصرالله يطلّ اليوم
في غضون ذلك، تتجه الانظار مجدداً الى الضاحية الجنوبية، حيث يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم بمناسبة يوم الشهيد، ويتطرّق بحسب معلومات «البناء» الى التطورات على الساحة المحلية على أن تكون كلمته امتداداً لموقفه الأحد الماضي، وسيؤكد الشكوك التي أبداها لجهة احتجاز الحريري، كما سيثني على مشهد الوحدة الوطنية الذي تشكّل حول الرئيس عون، وسيدعو إلى الإفراج عن الحريري ووضع خطة تحرّك لذلك».
كما سيتطرق السيد نصرالله في الشق الثاني الى التطورات الإقليمية في سورية والانتصارات الاستراتيجية التي تحققت في القائم والبوكمال ودير الزور، وسيتحدث عن مرحلة ما بعد «داعش» والتحديات المقبلة، كما سيتناول في الشق الثالث الأوضاع الإنسانية في اليمن كما يستحدث عن التهديدات الاسرائيلية للبنان».
وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الأسبوعي «تأييدها ودعمها المنهجية التي يتبعها رئيس الجمهورية في مقاربة الاستقالة الملتبسة»، ولفتت الى أن «النظام السعودي الذي يعاني اليوم من أزمة داخلية حادّة ومن إخفاقات خارجية كبرى، مطالب بأن ينأى بأزماته عن لبنان وأن يوقف تدخله في شؤونه الداخلية، كما هو مطالب بوقف عدوانه على دول المنطقة وشعوبها والكفّ عن التدخل في شؤونها وخياراتها».
الراعي إلى الرياض!
الى ذلك حسم البطريرك الماروني بشارة الراعي مسألة زيارته الى السعودية بعد لقائه الرئيس عون أمس، في بعبدا الذي غادرها من دون الإدلاء بتصريح. وفي حين تمنّى عليه الرئيس عون تأجيل زيارته في ظلّ الظروف الحالية بحسب ما علمت «البناء»، عملت دوائر بكركي على تسويق الزيارة وتقديم مبررات لها بأنها تهدف الى لقاء الحريري وطمأنة اللبنانيين عن مصيره، كما علمت «البناء» أن «انقساماً في الموقف داخل المطارنة حول الزيارة»، علماً أن الرابطة المارونية كانت قد تمنّت على الراعي إرجاء الزيارة، غير أن قناة «أو تي في» نقلت عن مصادر بعبدا أن «الراعي على تنسيق كامل مع الرئيس عون وما يقوم به الرئيس سيستكمله الراعي حيثما كان».
وأعلن المكتب الإعلامي في بكركي في بيان، أن الراعي «أكد لفخامة الرئيس وقوفه الى جانبه في جهوده الآيلة الى تخطي هذه المرحلة الدقيقة، خصوصاً بعد استقالة دولة الرئيس الحريري».
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «الراعي سيحمل رسالة من عون إلى السلطات السعودية للسؤال عن مصير الحريري ومعرفة أسباب الاستقالة والعمل على معالجتها. وأن عون لن يتخذ أي قرار قبل جلاء مصير الحريري»، ولفتت الى أن «الزيارة مقرّرة قبل استقالة الحريري وبالتالي إرجاؤها سيشكل إحراجاً للراعي وإشارة سلبية تجاه المملكة».
وأفادت وكالات أجنبية أن «الراعي تلقى رداً إيجابياً من مسؤولين سعوديين بشأن لقاء الحريري وسيتم اللقاء من حيث المبدأ». ولكن شكوكاً كثيرة تدور حول جدوى اللقاء مع الحريري في ظل الظروف الأمنية التي تحيط بالأخير.
2017-11-10 | عدد القراءات 2768