المراوحة التركية كتب ناصر قنديل

في عفرين يقاتل الأكراد كميليشيا من دون الغطاء الجوي الأميركي الذي واكبهم في معاركهم مع داعش ويقاتلون في ظل إعلان أميركي روسي يوحي ضمناً بترك الأتراك يحققون هدفهم العسكري بالسيطرة على عفرين.

استخدم الأتراك كامل قوتهم النارية براً وجواً واستخدموا كامل قدراتهم البرية بالمدرّعات التي استقدموها والميليشيات التي يشغّلونها وزجّوا بها في ساحة المعركة.

التواضع في تحقيق التقدم ميدانياً يوحي بفرضيات كبرى بتحوّل المعركة لحرب استنزاف للجيش التركي، خصوصاً أن حزب العمال الكردستاني الذي يملك خبرة تاريخية في قتال مديد للجيش التركي وفق معادلات حرب الاستنزاف سيصير شريكاً في الحرب إن لم يكن جزءاً منها أصلاً، طالما أن الاتهامات التركية للأكراد قائمة أصلاً بتبعيتهم لحزب العمال من جهة، وطالما أن الحرب تطال وجودهم ومستقبل مشروعهم السياسي من جهة أخرى، فلماذا يدّخرون أي فرصة لإضعاف الأتراك؟

عندما يبدأ التعب يسيطر على الجيش التركي وتبدأ المراوحة في المكان، سيبدأ الأكراد حرب الاستنزاف الجدية التي قد تمتدّ للداخل التركي، لكنها ستبقى حرب خاسرين لا رابح فيها وعندها سيصير قدر الفريقين البحث عن مخارج لا يربح فيها أحدهما، بل يجري البحث عن رابح ثالث يصير ربحه بالنسبة لكليهما أهون الشرّين.

التعليق السياسي

2018-01-24 | عدد القراءات 3155