ـ كان مأمولاً بالنسبة لواشنطن وتل أبيب أن تتمّ زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بيروت والتهديدات الإسرائيلية في ذروتها ورسائل الردع الإسرائيلية بغارات تستهدف سورية يتردّد صداها في بيروت فيتقدّم بائع الكاز الأميركي على طريقة صائدي الجوائز بعرض يضعف أمامه اللبنانيون أو ينقسمون حوله على الأقلّ.
ـ تكفل إسقاط سورية للطائرة التي تتباهى بها واشنطن وتتسيّد بواسطتها «إسرائيل» على أجواء المنطقة بإسقاط سقوف زيارة تيلرسون بعدما تكفل برفع معنويات الدولة اللبنانية وتوحيد صفوفها.
ـ تحدث تيلرسون على طريقة قل كلمتك وامش ولم يستهلك الملف النفطي في لقاءاته أكثر من الدعوة للتهدئة والحوار والسعي للحلول السياسية والاستعداد للمساهمة بها.
ـ انقلب موعد زيارة تيلرسون للبحث عن هدف بديل فانصرف لاستكشاف فرص ترميم صفوف حلفائه في 14 آذار مشجعاً على دخولهم الانتخابات معاً لأنّ القضية هي عزل حزب الله الذي اضطر تيلرسون للقول إنّ مشكلة أميركا معه وليس مع الدولة اللبنانية وهو يسجل نصف انسحاب من الملف النفطي والحدودي.
ـ اكتشف تيلرسون أنه لم يبقَ سواه مع 14 آذار وأنّ الهموم والاهتمامات المتناقضة للحلفاء حول فرص الفوز بالمقاعد النيابية قد تكفلت بتشتيت صفوفهم وأنّ أولوية رئيس الحكومة صارت البقاء رئيساً لحكومة لا فرصة له بها إنْ أخذ بنصائح تيلرسون.
ـ حزم بائع الكاز حقائبه بعدما وصل المطار قادماً ولم يجد إلا سفيرته تنتظر وبقي هو ينتظر في القصر الرئاسي حتى حان الموعد ليخرج إليه رئيس الجمهورية ووزير الخارجية فانتفض جماعة السفارة يلومون البروتوكول اللبناني على التقصير والإساءة وتيلرسون يوضح أنّ المقامات بقيت محفوظة…
التعليق السياسي
2018-02-16 | عدد القراءات 2875