ـ في المرات السابقة مع كلّ هدنة في سورية كانت موسكو تبدو في موقع الضعف والدفاع والتبرير لموقع حليفها سورية بعدما تكون قد وافقت على هدنة تعلم سلفاً أنها فرصة تنيظم واستعداد لأعداء سورية.
ـ هذه المرة تبدو مختلفة منذ البداية فموسكو هي من يتكلم والآخرون يسمعون وهي من يرسم جدولاً تنفيذياً للهدنة، والجدول واضح في ضوابطه كتتمة لخطة الحسم العسكري في الغوطة وكباب للضغط على القوى المناوئة للدولة السورية وإجراجها بمقايضات صعبة.
ـ وضعت روسيا ميدانياً إطاراً للهدنة يناسب خطة الجيش السوري في الغوطة عبر استثناء النصرة ومن معها من مواصلة العمل العسكري من جهة وتحديد الهدنة بخمس ساعات يومياً فقط مع ممرات آمنة لخروج المدنيين وفق معادلة يخرج المسلحون أو يخرج المدنيون لتتحقق حماية المدنييين كهدف للهدنة.
ـ في المقابل وضعت موسكو معادلة المساعدات والحصار بكفة موازية للغوطة مقابل الفوعة وكفريا وفقاً لتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما وضعت وقف النار بكفة مقابلة لعفرين وفقاً لما أبلغه الرئيس الفرنسي للرئيس التركي بعد محادثته مع الرئيس الروسي تحت عنوان أنّ عفرين جزء من القرار الأممي.
ـ المكاسب التي سينالها الأكراد من الهدنة هي مكاسب روسية سورية لهم بعدما تخلى عنهم الأميركيون، وهي ليست إلا البداية في عملية فك وتركيب تديرها موسكو.
ـ هذه هي نتائج التحوّلات في الموازين العسكرية والحسابات السياسية.
التعليق السياسي
2018-02-28 | عدد القراءات 4060