ـ لا يوجد لبناني لا يعرف أنّ الأطراف المتنافسة في الإنتخابات القادمة كما في كلّ إنتخابات تتموضع ضمن تحالفات إقليمية ودولية متقابلة، وأنّ التمويل واحد من عناصر الحملات الإنتخابية.
ـ هذا الإدراك لا يعني أن يصير مقبولاً وقوف سفير دولة أجنبية أمام الإعلام والتحدث علناً عن التدخل في الإنتخابات، والأمر ليس مجرد مراعاة لشكليات ولا ضحك على اللبنانيين بإحترام اللياقات.
ـ التدخل الأجنبي في الإنتخابات والتمويل الخارجي هما أمران غير شرعيين، وبقاؤهما في السرّ مع بقاء الحصانة السياسية لتجريمهما يعني رهاناً يشبه رهان المقاومة في بداياتها على التمسك بلا شرعية الإحتلال وحرمة التعامل معه لثقتها أنّ يوم المواجهة آتٍ، أما التطبيع مع المحتلّ وتشريع الإحتلال فيعنيان إسقاط المرتكز الأخلاقي المعنوي الذي تستند إليه أي مقاومة.
ـ ما جرى في التداول حول الدور السعودي والتمويل السعودي للإنتخابات غير مسبوق في فظاظته ووقاحته وتشريعه وتسويقه لواحدة من موبقات العملية الإنتخابية دون أن يرفّ جفن من يرتكبون هذه الجريمة الموصوفة وهم يتشدّقون بالحديث عن السيادة.
ـ يشعر كلّ لبناني بجرح مهين في داخله وهو يستمع عن التشاور مع السعودية حول الإنتخابات النيابية، وهو يعلم أنه تشاور لا يبحث عن الإفادة من خبرة ديمقراطية تمنحها السعودية لحلفائها بل عن المال والمال حصراً.
التعليق السياسي
2018-03-02 | عدد القراءات 2188