الغوطة وشهر الهدنة

ـ يكثر حاملو صفة المحللين العسكريين والإستراتيجيين من الرياض وأنقرة واسطنبول إطلالاتهم على قنوات «العربية» و«الجزيرة» وأخواتهما للإيحاء بأنّ معركة الغوطة بدأت الآن وحجّتهم أنّ ما سيطر عليه الجيش السوري هو المناطق المفتوحة والمزارع، وهذا طبيعي في حرب جيش نظامي مع جماعات عسكرية غير نظامية لا تملك سلاح جو وقدرات مدرّعة كالجيوش، ويعتبرون أنّ المعارك على أبواب المدن هي التي يُحسب حسابها وهي ستكون لصالح الجماعات المسلحة.

ـ يكذب هؤلاء أولاً في تصوير المناطق التي حرّرها الجيش كمجرد مناطق مفتوحة ومزارع وفيها بلدات كبرى وكتل سكنية تشبه ما تبقى وهذا حال مسرابا والمحمدية وقبلهما الشيفونية وفيها مناطق استراتيجية يصعب الدفاع عن البلدات الكبرى بدونها كالريحان والمديرة، والكذب ثانياً بتجاهل التقدّم الأصعب الذي حققه الجيش السوري في ثلاثة محاور بلغ منها إدارة المركبات وهي مناطق معقدة عمرانياً، وثالثاً يكذب هؤلاء بكون التقدّم في محاور حرستا يتمّ في قلب إحدى أكبر الكتل العمرانية.

ـ الواقع الميداني يقول إنّ انهيار خطوط الدفاع المتقدمة لكلّ قوة عسكرية يضعف عسكرياً وتحصيناً وتكتيكاً وتشكيلاً ومعنوياً القدرة على إعادة التنظيم الفاعل في الخطوط الخلفية بلا هدنة مدّتها شهر على الأقلّ وما لم تحصل هذه الهدنة ستتهاوى دوما وحرستا أسرع من المزارع التي تحرّرت.

ـ هذا سرّ شهر الهدنة الذي استقتلت الدول الحامية والمشغلة للجماعات المسلحة على الحصول عليها وفرضها عبر مجلس الأمن.

ـ بالردّ السوري والروسي على فهم الهدنة وشروطها سيصير الشهر لتحرير الغوطة.

2018-03-12 | عدد القراءات 7616