شرق الفرات قريباً

يحاول الأميركيون جعل منطقة شرق الفرات رهينة عسكرية يتخذونها تحت شعار الوقوف وراء الجماعات الكردية المسلحة ويربطون خروجهم منها بحل سياسي ضمنوا تبنّيه من الجماعات الكردية وعنوانه الفدرالية، وما تعنيه من حماية لخصوصيات أمنية لمناطق متعدّدة من سورية منها خصوصيتهم في شرق الفرات.

تموضع الجماعات الكردية المسلحة وراء الأميركيين، رغم ما ثبت من تخلٍّ أميركي عنهم عندما تعرّضوا مراراً لهجمات تركية كان آخرها في عفرين، وإصرارهم على تحميل روسيا والدولة السورية مسؤولية خسارتهم عفرين وصفقاتهم مع داعش منذ تفاهمات إخلاء الرقة، وصولاً للحفاظ على مناطق شرق دير الزور ينتشر فيها داعش بحراسة كردية أميركية.. مجموعة حقائق كافية لعدم انتظار تموضع سياسي عقلاني للجماعات الكردية.

معركة شرق الفرات تبدأ ببناء رؤوس جسور كالتي شهدناها لمرتين سابقتين وتكررت أمس، والتحمية للمواجهة مع الأميركيين تبدأ من هناك.

تدخل طيران التحالف يعني فتح الباب لاعتبار القواعد الأميركية في شرق سورية أهدافاً مشروعة للمقاومة السورية حماية لكل تحرير لأراضٍ محتلة من ميليشيات لا شرعية لها، وفي مناطق لا تملك المشروعية الشعبية للوجود فيها، وما يمثله هذا الوجود من استفزاز للعشائر العربية التي تنتمي إليها.

ليس مطلوباً من الجيش العربي السوري مواجهة الجيش الأميركي، بل هذه مهمة المقاومة الشعبية المحلية أسوة بكل حروب التحرير الوطنية.

التعليق السياسي

2018-04-30 | عدد القراءات 9715