لم يكد الرئيس الروسي يقول أن زمن رحيل القوات الأجنبية من سوريا صار قريبا حتى بدأت السعودية حملة ترويجية تقول أن المقصود إيران وحزب الله علما أن سياق الكلام واضح فهو مرتبط بالإنتصارات التي يحققها الجيش السوري وتتمة لها وليست الإنتصارات على إيران وحزب الله والكلام الروسي مكرر عن أن لا شرعية للقوات التي ليست موجودة بموجب إتفاق مع الحكومة السورية .
الرئاسة السورية قطعت التكهنات بالوضوح فقالت أن وجود إيران وحزب الله في سوريا شرعي ويرتبط بالتفاهمات التي تجمعهما كحلفاء بالدولة السورية .
لكن توضيحا للمزيد نقول أن لا إيران ولا حزب الله يتطلعان للبقاء في سوريا لأي سبب من الأسباب وأن سقف الطموح لدى كل منهما هو خروج سوريا من هذا الزلزال المدبر بقيادة أميركية وشراكة إسرائيلية خليجية وتنفيذ أخواني قاعدي وأن تستعيد الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وحدة جغرافيتها وسيادتها الكاملة عليها وعندما يتحقق ذلك سيكون مصدر فرح لإيران وحزب الله عودة قواتهما إلى قواعدها .
ثقة إيران وحزب الله بالرئيس الأسد تتخطى التحالف بين قوى وأكبر من تفاهمات وهي شراكة عميقة في خيارات يشكل الرئيس السوري أحد قادتها وأركان صناعة القرار فيها وعنوانها مقاومة المشروع الصهيوني وعندما تستدعي لحظة من سياق هذا المشروع تواجدا لإيران ولحزب الله سيكون ذلك بطلب سوري ولا يحتاج تبريرا يرتبط بمقتضيات الحرب الراهنة .
أكثر من ذلك لا تمانع إيران ولا يمانع حزب الله بأن يكون عنوان إنسحابهما من سوريا عندما لا تبقى لوجودهما حاجة وفقا لتقدير القيادة السورية ،عنصر إسناد لموقف سوريا وروسيا بتسريع الإنسحاب الأميركي والتركي .