إيران ليست قلقة كتب ناصر قنديل
- يشكل الإنسحاب الأميركي من التفاهم النووي مع إيران المصادق عليه بقرار من مجلس الأمن سابقة دولية تلحق بالإنسحاب الأميركي من إتفاقية المناخ بحيث تتقدم أميركا كدولة عالمية أولى سباقة في نكث العقود والإتفاقيات والعهود والمواثيق من طرف واحد ووفقا للتعريف القانوني اللغوي فهذا هو تعريف الدولة المارقة
- لكن هذا الإنسحاب الأميركي من التفاهم النووي لن يغير الكثير في الواقع فأسوأ ما يعد به هو العودة إلى ماقبل التفاهم إذا فشلت اوروبا في إثبات أهليتها لتقديم صيغة عملية واقعية تتيح لإيران البقاء فيه والحصول على ميزاته لجهة حرية المتاجرة بنفطها ودخول الأسواق الأوروبية وإستقبال إستثماراتها
- العودة إلى ما قبل التفاهم هو ما إعتادت عليه إيران من عقوبات طورت خلالها صناعتها ورتبت معها أمور المتاجرة والأهم بلغت في تقيناتها النووية المرحلة المتقدمة التي تعني اليوم المباشرة بتخصيب اليورانيوم على درجات عاليه وهو ما يصفه الأميركيون ببلوغ عتبة إمتلاك قنبلة نووية وسيكون لهم الفضل ببلوغ إيران هذه العتبة إذا تشددوا بتطبيق عقوباتهم على أوروبا
- السؤال عندها هو ماذا بعد ؟ لكنه يطرح على الأميركيين وليس على الإيرانيين والأميركيون يعلمون أن الذهاب للخيار العسكري قد صار خارج النقاش لأنه لن يتمكن من حرب حاسمة سريعة وسيسرع بالتالي إمتلاك إيران للسلاح النووي بعدما يصير هذا الإمتلاك ضرورة دفاعية ستسجيب له الفتوى الدينية من هذا الموقع الرادع للعدوان
- إيران ليست قلقة وأميركا كدجاجة حفرت على رأسها عفرت
2018-05-22 | عدد القراءات 5207