سوريا قلب الإقتصاد والأمن في الإقليم كتب ناصر قنديل
تشكل أوروبا ودول الخليج قطبي الإهتمام الإقتصادي في المنطقة المركزية من العالم وتشكل إسرائيل وإيران قطبي الهموم الأمنية في المنطقة المركزية نفسها في العالم وبحكم الجغرافيا تقع سوريا في قلب هذه المنطقة المركزية
بالنظر للجغرافيا واضح أن سوريا تتوسط المساحة التي تفصل وتربط بين أوروبا والخليج وعبرها تمر الطريق الإقتصادية للبضائع وخطط أنابيب النفط والغاز بين أوروبا والخليج وإقفال الجغرافيا السورية لا يمكن أن يكون إلا مؤقتا وإلا إختنق العالم إقتصاديا والإقفال يجب أن يحدث لسبب جوهري بحجم حلم السيطرة الدائمة على سوريا بين قطبي الإقتصاد الأوروبي والخليجي ويكفي التيقن من فشل مشروع السيطرة ليصير فتح الطريق أولوية
بالنظر إلى الجغرافيا أيضا ورغم حجم القرب الإستراتيجي بين سوريا وإيران لا تزال الدولة السورية القوية هي الحاجز الوحيد الذي يمنع تصادم يفجر الأمن الإقليمي والعالمي بين إيران وإسرائيل والتلاعب بوجود دولة قوية في سورية يصلح مؤقتا كمشروع لوضع اليد عليها لتكون حزام أمني إسرائيلي لا فاصل جغرافي لكنه بلون وطعم ورائحة فهو حامل هوية وصاحب مشروع وله أرض محتلة ومتموضع في حلف المقاومة لكن عندما يفشل مشروع تحويل سوريا لحزام أمني تصير العودة لمرارة التعايش مع سوريا الدولة بكل ما تعنيه وتمثله أقل كلفة من وقوع التصادم
فشل مشروع السيطرة على سوريا لإمساك الجغرافيا الواصلة بين أوروبا والخليج ومشروع تحويل سوريا لحزام أمني لإسرائيل وصارت العودة لدولة سورية قوية قدر اللاعبين الراضي والقلق والمرغم فالجغرافيا لا ترحم وقد قالت أن كل محاولات إيجاد بديل لسوريا بين الخليج وأوروبا باءت بالفشل كمل كل محاولات تحصين إسرائيل وحمايتها للتعايش مع الفوضى في سوريا قد جاءت بمزيد من القلق
معابر سوريا الحدودية وحدود سوريا الإقليمية قضايا أمن إقليمي وعالمي سياسي وإقتصادي وإستراتيجي وإمساك الدولة السورية بها صار قدرا لا يرد