ـ ربما لا تكون مبالغة في القول إنّ الفضل في فتح ملف عودة النازحين السوريين وفصله عن مسار الحلّ السياسي، وإجهاض لعبة الابتزاز والاسترهان لمعاناة النازحين لتحويلهم أكياس ناخبين في الانتخابات السورية القادمة بعد الحلّ السياسي، يعود للرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل.
ـ لقد خاض عون وباسيل معركة الموقف إلى جانب الدولة السورية ولم يقيما مع تيارهم حساباً للحملات التي استهدفت أصلاً حزب الله ومشاركته في سورية، ونالهم منها شظايا كثيرة لتأييد هذا الدور، ثم عندما بدأت انتصارات الجيش السوري تتسع في الجغرافيا حملا مبكراً راية عودة النازحين باعتبارات لبنانية وسورية وتحمّلا في ذلك الكثير من الحملات الظالمة تارة باتهامات العنصرية وطوراً بالسعي لتقديم خدمات للحليف السوري وتناوب فريق الثلاثي المستقبل والقوات والإشتراكي في شنّ هذه الحملات وبرمجتها.
ـ كان الموقف الفصل على الساحة الدولية بوجه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتشدّد علني لكلّ من عون وباسيل برفض الربط الوقح الذي دعا إليه الأوروبيون وسوّقت له الأمم المتحدة دون أن يخجل أيّ منهما من تسويق التوطين بديلاً.
ـ عندما يجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفصل بين عودة النازحين والحلّ السياسي قضية رئيسية في قمته مع الرئيس الأميركي، ويتبع ذلك سعي لتشكيل لجان مشتركة مع الحكومات اللبنانية والأردنية والتركية، يكون عون وباسيل قد ربحا معركة دولية تستدعي من الآخرين الاعتذار أو الصمت على الأقلّ، فقد ثبت أنّ ما قالوا إنه غير واقعي ومؤذ للبنان يتحوّل إلى سياسة دولية توافقية سيسير بها الآخرون دون أن يحفظوا الفضل لأصحاب الفضل…
التعليق السياسي
2018-07-21 | عدد القراءات 2085