عودة النازحين

ـ خلال يوم واحد كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الأركان الروسي فاليري غراسيموف يبحثان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون خطط عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في ضوء تفاهمات هلسنكي التي تمّت بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وكانت الخارجية الأميركية تعلن البدء رسمياً بدراسة الخطط والموجبات المترتبة على تفاهمات هلسنكي المتعلقة بعودة النازحين.

ـ إطلاق العودة كخطة عملية يعني رفع الحظر السياسي عن معادلتين… الأولى الحظر على المساهمات المالية التي تستدعيها العودة، والثانية رفع الحظر عن التنسيق مع الحكومة السورية ومؤسّساتها ضمن أيّ ترتيب تفرضه حاجات العمل لعودة النازحين.

ـ في السياسة لا شيء مجانياً، خصوصاً بالنسبة للإدارة الأميركية والشأن الإنساني ليس إلا واجهة لتحقيق الأهداف السياسية وفي تاريخ الإدارات الأميركية المتعاقبة وفي طليعتها إدارة ترامب ما يشهد على تصنيع مآس إنسانية مفتعلة للمتاجرة السياسية بها أو لتجريم خصم سياسي فما هي الأبعاد السياسية لهذه الإيجابية الأميركية تجاه الفصل بين عودة النازحين والحلّ السياسي ، والربط لم يكن أبداً حرصاً على النازحين وأمن العودة، بقدر ما كان اتخاذ هؤلاء النازحين ومعاناتهم رهائن لتبرير مواصلة المقاطعة للحكومة السورية وتبرير العقوبات على سورية، والتراجع عن الربط ليس إلا لتبرير الفك الترديجي للعقوبات عن سورية والتمهيد التدريجي لتطبيع العلاقات السياسية معها.

ـ بعض الأغبياء في لبنان يتخيّلون الاستثمار على الموقف الأميركي باعتباره موقفاً إنسانياً لتبرير القطيعة السياسية والاقتصادية مع سورية فيضعون لبنان تحت عقوبات الامتناع من الإفادة من فتح المعابر السورية مع الأردن والعراق ويمارسون على لبنان العزل السياسي عن الحكومة الأقرب بينما العالم ذاهب للإنفتاح عليها، وغداً عند إطلاق عملية إعادة الإعمار يستاءلون لماذا ليس للبنان وشركاته دور فيها…؟


التعليق السياسي

2018-07-25 | عدد القراءات 2075