كشفت القيادة الروسية عن منهجية وحنكة غير مسبوقتين في إدارة اللعبة الدبلوماسية خلال سنوات الحرب التي خاضها حلف دولي إقليمي واسع بقيادة أميركية على سوريا فقد بدأت موسكو بعنوان هو الفيتو لمنع تغطية أممية لحرب مباشرة على الطريقة الليبية وواكبته بتفاهم حمل إسم بيان جنيف الأول الذي ينص على أولوية الحل السياسي ورفض الحلول العسكرية التي كانت واشنطن وحلفاؤها الجهة الوحيدة القادرة عليها
منع تدحرج الحرب نحو حلقة توصف بالقاتلة نجح حتى عام 2013 حيث ربطت روسيا ثلاثية سحب الأساطيل الأميركية بحل سياسي للسلاح الكيميائي وإطلاق دينامية الحوار الداخلي ورفعت للحوار عنوانا هو مكافحة الإرهاب
تحت عنوان مكافحة الإرهاب إتربك معكسر خصوم سوريا وروسيا معا حتى عام 2015 عندما جاءت روسيا بقواتها إلى سوريا وظهر أن هذا العنوان هو التغطية الدبلوماسية لحملتها العسكرية التي منحته بعدا عمليا في مواجهة تشغيل الأميركيين وحلفائهم للجماعات الإرهابية
تحت عنوان السعي الروسي لرعاية حل سياسي في ظل القوة العسكرية الروسية ظهرت معادلة جديدة إسمها مناطق خفض التصعيد وولدت صيغة استانة وبعنوان خفض التصعيد تغلغلت روسيا في الجماعات المسلحة وفي ثنايا القلق التركي من دويلة كردية والسعي لتفادي التصادم مع روسيا
من قلب معادلة أستانة وخفض التصعيد ولدت صيغة سوتشي للحوار السياسي وبسقف مختلف للحل وبدأت بعده مناطق خفض التصعيد تسقط تباعا بيد الجيش السوري والعنوان الجديد للحل السياسي المنتج من سوتشي هو التفاوض على الدستور
مع إقتراب نهاية مناطق خفض التصعيد وإقترابها من خطوط القلق الإسرائيلي نجحت موسكو بجذب واشنطن إلى هلسنكي والعنوان عودة النقاط الحدودية للدولة السورية لضمان الأمن الإقليمي والبدء بعودة النازحين تحت ذات العنوان
بعودة النازحين فتحت موسكو أمام دبلوماسيتها أبواب الدخول نحو عنوان جديد سيكون له تداعيات لبنانية وأردنية وآذار داخلية سورية
في ظلال عودة النازحين تفاهم مع فرنسا وألمانيا يتصل بالتمويل للتخلص من أعباء النازحين وبدء حوار منتج مع الأكراد لتدحرج دبلوماسي جديد نحو مرحلة جديدة