روسيا ولعبة الدحرجة الدبلوماسية كتب ناصر قنديل

  • كشفت القيادة الروسية عن منهجية وحنكة غير مسبوقتين في إدارة اللعبة الدبلوماسية خلال سنوات الحرب التي خاضها حلف دولي إقليمي واسع بقيادة أميركية على سوريا فقد بدأت موسكو بعنوان هو الفيتو لمنع تغطية أممية لحرب مباشرة على الطريقة الليبية وواكبته بتفاهم حمل إسم بيان جنيف الأول الذي ينص على أولوية الحل السياسي ورفض الحلول العسكرية التي كانت واشنطن وحلفاؤها الجهة الوحيدة القادرة عليها
  • منع تدحرج الحرب نحو حلقة توصف بالقاتلة نجح حتى عام 2013 حيث ربطت روسيا ثلاثية سحب الأساطيل الأميركية بحل سياسي للسلاح الكيميائي وإطلاق دينامية الحوار الداخلي ورفعت للحوار عنوانا هو مكافحة الإرهاب
  • تحت عنوان مكافحة الإرهاب إتربك معكسر خصوم سوريا وروسيا معا حتى عام 2015 عندما جاءت روسيا بقواتها إلى سوريا وظهر أن هذا العنوان هو التغطية الدبلوماسية لحملتها العسكرية التي منحته بعدا عمليا في مواجهة تشغيل الأميركيين وحلفائهم للجماعات الإرهابية
  • تحت عنوان السعي الروسي لرعاية حل سياسي في ظل القوة العسكرية الروسية ظهرت معادلة جديدة إسمها مناطق خفض التصعيد وولدت صيغة استانة وبعنوان خفض التصعيد تغلغلت روسيا في الجماعات المسلحة وفي ثنايا القلق التركي من دويلة كردية والسعي لتفادي التصادم مع روسيا
  • من قلب معادلة أستانة وخفض التصعيد ولدت صيغة سوتشي للحوار السياسي وبسقف مختلف للحل وبدأت بعده مناطق خفض التصعيد تسقط تباعا بيد الجيش السوري والعنوان الجديد للحل السياسي المنتج من سوتشي هو التفاوض على الدستور
  • مع إقتراب نهاية مناطق خفض التصعيد وإقترابها من خطوط القلق الإسرائيلي نجحت موسكو بجذب واشنطن إلى هلسنكي والعنوان عودة النقاط الحدودية للدولة السورية لضمان الأمن الإقليمي والبدء بعودة النازحين تحت ذات العنوان
  • بعودة النازحين فتحت موسكو أمام دبلوماسيتها أبواب الدخول نحو عنوان جديد سيكون له تداعيات لبنانية وأردنية وآذار داخلية سورية
  • في ظلال عودة النازحين تفاهم مع فرنسا وألمانيا يتصل بالتمويل للتخلص من أعباء النازحين وبدء حوار منتج مع الأكراد لتدحرج دبلوماسي جديد نحو مرحلة جديدة

2018-07-30 | عدد القراءات 2255