قبل معركة الجنوب السوري وقبل معركة الغوطة وقبل معركة حلب كان الخطاب السياسي والعسكري لقيادات ما عرف بالمعارضة السورية وهيئتها التفاوضية والإئتلاف الذي يشكل قوتها الرئيسية يقوم على التأكيد الدائم بأنها قادرة على خوض معركة حسم مصيري ستظهر خلاله بأسها وقدراتها وتلويحها بعشرات آلاف مسلحيها الذين سيغيرون وجه الميدان
خلال المعارك تراجع منسوب تبجح المعارضة من معركة إلى معركة بقدرتها على التغيير العسكري ففي معركة حلب وخلال سنة من القتال والكر والفر حتى المعركة الفاصلة سمعنا الكثير وشاهدنا محاولات حقيقية تترجم نوايا وخطط تغيير الواقع الميداني وفي الغوطة إنخفض المنسوب وتقلصت المدة رغم شعار إستحالة سقوط الغوطة بيد الجيش السوري أما في الجنوب فلم تكد تبدا المعركة حتى تلون الخطاب بسرعة ولم تتح لنا فرصة مراقبة التبدل نحو الإنهزام والبكائيات
على أبواب معركة إدلب كان سقف ما خرجت به قيادات المعارضة هو التحذير من حرب إقليمية والمقصود هو الرهان على مواجهة تركية للجيش السوري ومعه حلفاؤه روسيا وإيران والمقاومة إلا إذا كان لدى هذه القيادات بقايا من شكوك وزعتها قبل معركة الجنوب عن عدم مشاركة روسيا وإيران والمقاومة وجاءت الوقائع تكذبها كما رهانها على تدخل إسرائيلي
ألم ينتبه هؤلاء الأغبياء أنه حيث لا تجرؤ إسرائيل على التدخل لا يجرؤ سواها وأنه حيث يتدخل الحلفاء والطرف المقابل إسرائيل ولا يقيمون لها حسابا فهم لا يقيمون حسابا لسواها وأن الحكومة التركية التي إرتضت كل التراجعات منذ معركة حلب التي كانت معركتها بإمتياز للتفادى مواجهة كالتي يبشرون بها سترتضي تراجعا جديدا على حسابهم ؟