«إسرائيل» وخيار الصمت

ـ قرّرت «إسرائيل» وقف السجال مع روسيا حول قضيتي سقوط الطائرة الروسية التي حمّلت موسكو «إسرائيل» مسؤولية إسقاطها وقرار روسيا تزويد سورية بمنظومة صواريخ «أس 300» للدفاع الجوي.

ـ القضيتان ساخنتان وتمثلان إصابة بالغة سياسية وعسكرية لـ «إسرائيل»، لكن الصمت بدا أفضل الخيارات في تل أبيب بعدما ظهر الحفاظ على مظهر الدولة القوية مكلفاً، وبدا المضيّ في السجال مصدراً لمزيد من التوتر مع موسكو لا تستطيع «إسرائيل» تحمّل نتائجه أمام عزم روسي واضح على المضيّ نحو الأبعد إذا تواصل الكلام «الإسرائيلي» بلغة التحدي.

ـ انتصرت الواقعية والعقلانية في تل أبيب على الأوهام الإمبراطورية، واكتفى رئيس حكومة الاحتلال بحصر الكلام به وحده دون أيّ وزير أو مستشار منعاً للتصعيد في لحظة صعبة وقضايا مصيرية، وقال «سنواصل ضرب الوجود الإيراني في سورية وسنواصل التنسيق مع روسيا وهذه هي الثنائية التي سنحرص عليها».

ـ الواضح أنّ الذي انتصر في تل أبيب هو التسليم بأنّ البيئة المحيطة بحركة سلاح الجو «الإسرائيلي» قد تغيّرت، وأنّ الوقت ضروري لمعرفة حجم هذا التغيير، وأنّ الصمت مفيد لانتظار لحظة مناسبة لاستئناف الحوار مع موسكو من موقع التسليم بمعادلة حرصت روسيا على فرضها وهي أنّ موسكو من يرسم الخطوط الحمراء في الأجواء السورية وليس تل أبيب.

ـ السنوات الثلاث التي بدأت مع تموضع روسيا في سورية وحكمتها معادلة فرض «إسرائيل» قواعد اشتباك تناسبها تعلن النهاية وقواعد اشتباك جديدة قيد التشكل تشبه ما كان سائداً قبل العام 2011 كمضمون حقيقي لمفهوم فك الاشتباك الموقع عام 1974 الذي تمّ التفاهم على اعتماده في قمة هلسنكي بين الرئيسين الروسي والأميركي ولكن وفقاً للتفسير الروسي السوري وعكس التفسير الأميركي «الإسرائيلي».

التعليق السياسي

2018-09-26 | عدد القراءات 2039