العراق بدل سورية ساحة عدوان اسرائيلي نقاط على الحروف ناصر قنديل

  • لا يملك الأميركيون والإسرائيليون  الكثير من الوقت للتفكير والمناورات في تحديد كيفية التعامل مع القرارات الروسية الحازمة والحاسمة ، بعد سقوط الطائرة الروسية في المتوسط وتحميل روسيا لإسرائيل مسؤولية تعمد إسقاطها ، والنتائج المترتبة على تسليم سورية أسلحة نوعية جديدة من طراز أس 300 وربما أس 400 عدا عن مساندتها من البحر بالتشويش الإلكتروني العالي المستوى ، فالهامش الضيق لا يترك مجالا إلا لأحد خياري دخول الحرب أو التراجع التكتيكي الذي يحفظ ماء الوجه ويمنع تعميم الإنطباع بالهزيمة والإنكسار .
  • المواقف الأميركية تجاه سورية والليونة المستجدة في هذه المواقف تجاه التسليم بنصر سورية ، والإكتفاء بتسجيل مواقف مبدئية من رفض الدور الإيراني فيها على طريقة كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نيويورك ، والإستعداد لسحب القوات الأميركية من قاعدة التنف بالتنسيق مع روسيا ، وصولا للقبول بمسار سياسي يتضمن الإنفتاح على مبدئي عودة النازحين وإعادة الإعمار خارج نطاق اللاءات الأميركية التقليدية ، تتلاقى مع التهديدات الأميركية بضرب من اسمتهم وكلاء إيران في العراق وصولا للتهديد بإستهداف إيران ردا على ما أسمتها هجمات الوكلاء ، وقيام واشنطن بإغلاق قنصليتها في البصرة إستعدادا لمواجهات قادمة ، تعني أن ربط النزاع الأميركي مع إيران في سورية يمهد للإنتقال إلى العراق كساحة إشتباك ، تتفادى واشنطن خوض المواجهة فيها مباشرة خشية التعرض لخسائر جسيمة ، لكنها  تستعد للتبعات .
  • ما جرى في مضيق هرمز من إستعراض قوة إيراني بطريقة إحتفالية لعشرات الزوراق الإيرانية الحربية التي أقامت حلقات لولبية حول حاملة الطائرات الأميركية تواكبها حوامات إيرانية للحرس الثوري وتصوير المشهد في شريط فيديو وبثه ، هي تبشير ببعض ما ينتظر الأميركيين إذا تمادوا في العراق وغير العراق ، لكن الحساب الأميركي منسق مع إسرائيل التي لن تستطيع بعد الضربة التي تلقتها في سورية أن تحفظ ماء وجهها بمحاولات للمشاغبة على موازين القوى الجديدة ، لن تتجرأ على رفعها لمستوى التحدي ، وسيكون أمامها طريق واحد هو الإنتقال إلى العراق كساحة إشتباك بديلة ، بدأ التمهيد لها بالتحضير الإعلامي والنفسي للرأي العام الإسرائيلي حول كون العراق صلة الوصل بين إيران وسورية ، وكون مخازن السلاح الصاروخي التي ترسلها إيران لحزب الله في لبنان تتخذ من العراق نقطة تجميع ، وصولا لمعادلة أمن إسرائيل في العراق .
  • كلام رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو في نيويورك الذي أضاق العراق للمرة الأولى إلى جدول أهداف الضربات الإسرائيلية ، إعلان بداية مرحلة إقليمية جديدة يريد خلالها الأميركية مساومة روسيا على ترك العراق لواشنطن مقابل التسليم لموسكو بسورية ، لتشكل السيطرة الجوية الأميركية على السماء العراقية نقطة القوة الإسرائيلية للقيام بضربات تستهدف قوى المقاومة والوجود الإيراني ، لتعويض خسارة سورية نهائيا ، رغم مواصلة السعي للمشاغبة على التحولات الجارية فيها ، وتعويض العجز عن تغيير قواعد الردع مع المقاومة في لبنان رغم مواصلة محاولات المشاغبة عليها .
  • يتوقف على تسمية رئيس الوزراء العراقي كقائد عام للقوات المسلحة مصير شكل التعامل العراقي مع أي عدوان إسرائيلي ، فليس بالضرورة أن يحتاج العراق قائدا عاما لقواته المسلحة يقوم بطرد الأميركيين غدا ، لكن الأكيد أن العراق يحتاج قائدا عاما لقواته المسلحة يملك شجاعة تزويد قواته من جيش وحشد شعبي بوسائل الدفاع الجوي التي تلقن إسرائيل درسا لا تنساه إن حاولت القيام بأي عدوان .

2018-10-01 | عدد القراءات 1855