الرابحون والخاسرون في العراق

ـ بعدما اكتمل ملء السلطات الدستورية في العراق بانتخاب رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة يكون التجاذب الحادّ الذي شهده العراق خلال هذا العام قد رسا على توازنات تخللتها مواجهات قاسية وتحالفات وانقسامات في تكتلات كبرى وولادة تشكيلات جديدة بعدما كانت الانتخابات النيابية وما سبقها من مداخلات سعودية وأميركية مفصلاً هاماً في رسم التوازنات.

ـ كان امتحان الانفصال الكردي واحداً من المحطات الفاصلة في الحياة السياسية العراقية وفي التوازنات الإقليمية والدولية المحيطة به ثم جاء تموضع التيار الصدري في الانتخابات وما بعدها مفصلاً هاماً ثانياً، وتلاه موقف رئيس الحكومة حيدر العبادي من الحشد الشعبي ومن العقوبات الأميركية على إيران مفصلاً ثالثاً.

ـ نتائج المسار الدستوري العراقي الذي لم يتوّج بتسويات منجزة لكنه تضمن تسويات ضمنية لم يخرج بصيغة «رابحون جميعاً»، بل خرج فيه رابحون وخاسرون، ويبدو بوضوح انّ الخاسرين الأكبرين هما الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يدفع ثمن مشروعه الانفصالي فيما يتموضع رابحاً الاتحاد الوطني الكردستاني لدوره في إسقاط الانفصال، وفي المقابل يخرج الدكتور حيدر العبادي خاسراً لموقفه من الحشد الشعبي والعقوبات على إيران ويربح الحشد الشعبي برئيس حكومة قام بترشيحه هو الدكتور عادل عبد المهدي.

ـ غدا سيخرج من يقول إنّ الجنرال قاسم سليماني هو الرابح في العراق بعد لبنان…

التعليق السياسي

2018-10-03 | عدد القراءات 2588