ليس رحيلها الا تتويجا لمسيرة حافلة بالعطاء ندر وجود مثلها فالحاجة ام عماد والدة الشهيد المقاوم القيادي الإستثنائي والصديق والحبيب الحاج عماد مغنية كانت مدرسة متنقلة
الحاجة ام عماد كانت مخزونا ثقافيا قبل أن تنضج تجربة الحاج عماد في المقاومة وكانت أحد موارد ثقافته وعلاقته بالعمل السياسي والكفاحي فأنشات في بيتها مدرسة لا يخرج منها الا شهداء قادة
بعد شهادة أبنائها الثلاثة عماد وجهاد وفؤاد سعت الحاجة ام عماد الى تكريس الباقي من العمر لنشر ثقافة المقاومة والشهادة والوفاء فكانت في حضورها مع أسر الشهداء خير عزاء وفي وجدان المقاومين الذين لا تترك مناسبة للقائهم خير مدرسة
على المستوى الإنساني بقيت الحاجة ام عماد تلك الإنسانة المثقفة والمتواضعة والمترفعة والمتنسكة عن المباهج والبراهج والمال والجاه تقاوم كل محاولة لمعاملة مميزة تخصها من أحد فهي من تشرفت بأوسمة تحسد نفسها عليها أمام الله وبين الناس وأمام نفسها
في لحظات الوجدان لم تكن الحاجة أم عماد تخفي أنها تشتاق لهم ولعناقهم وتنتظر لحظة اللقاء وكانت قد ضمت جهاد ابن الحاج عماد الى القائمة وهي قد رعته بحب الأم دائما
رحلت الحاجة ام عماد وليس ما نقوله لها في الوداع إلا "سلمي عالغالي"