منذ تحول قضية مقتل جمال الخاشقجي إلى قضية رأي عام عالمي وأميركي خصوصا والرئيس الأميركي دونالد ترامب وأركان إدارته يتنقلون بحذر بين ألغامها فتارة يظهرون مدافعين بشراسة عن ولي العهد السعودي وهو المتهم الرئيسي بإذدار الأوامر بقتل الخاشقجي وطورا يبدون في دائرة التحضير لخطوات نوعية في الإبتعاد عن نظام الحكم السعودي الذي يشكل محمد بن سلمان عموده الفقري
يتحرك الموقف الأميركي الرسمي على إيقاع عدد من العناصر المركبة والمربكة في آن واحد ، فهو يدرك إفلاس النظام السعودي في لعب أدوار فاعلة إقليمية وقد خسر رصيده في سورية والعراق وتوجها بالخسارة الفلسطينية بعد أوهام وأحلام حول قدرته جلب الشريك الفلسطيني إلى صفقة القرن والتوقيع على التنازل عن القدس والإنطلاق لحلف عربي إسرائيلي بوجه إيران ، ومن جهة مقابلة تدرك واشنطن أن تكريس نهاية مكانة السعودية إقليميا هو ربح صاف لإيران وتركيا كل من زاوية وأن نزاعا يدور بين واشنطن وكل من طهران وأنقرة على قضايا ومستويات مختلفة ولا يمكن تركهما تحققان هذا الربح الصافي بلا ثمن ومن جهة ثالثة تدور في واشنطن معركة ضارية بين ترامب ومنافسيه الذين جعلوا قضية العلاقة بالسعودية محورا من محاور الربح والخسارة وجاءت الإنتخابات النصفية لتظهر لترامب جدية التحدي الذي ينتظره مع موعد الإنتخابات الرئاسية بعد عامين
تبدو حرب اليمن المسرح الأنسب لترامب وإدارته لقياس الدرجة التي يجب إعتمادها في الإنعطاف عن السعودية وتحديد توقيت هذا الإنعطاف كما تبدو المواقف الروسية الباردة من النظام السعودي مصدر قلق أميركي يتسدعي الإنتباه لجعل كل إنعطاف بعيدا عن المخاطر بتوافق روسي أميركي مسبق
السعودية هي غنيمة القرن بعدما كان مقررا أن تكون سورية