حسنا فعل سفير الجمهورية الإسلامية في إيران بالرد السريع على التمادي الذي عبرت عنه تصريحات وقحة لمعاون نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل من باب رئيس الحكومة وإختياره ذات المكان للرد
منذ مدة وواشنطن لا تنفك عن تنظيم زيارات لموظفي سلكها الدبلوماسي إلى بيروت وغالبا لا يكون للزيارات إلا وظيفة واحدة وهو إستغلال المنابر التي توفرها الزيارات لإلقاء المواقف وإطلاق التصريحات التي تكون معدة بعناية قبل الزيارة وبمعزل عما يدور في مفرداتها من نقاشات
يعتقد الأميركيون عن حق أن لبنان دبلوماسيا ساحة فالتة لأن لا أحد يمنعهم من ممارسة اسلوب "الزعران" في الإستخدام الخارج عن كل لياقة وقواعد دبلوماسية لوجودهم في دولة ذات سيادة ويراهنون على أن الدولة اللبنانية بإنقساماتها بين من يتبع لهم ومن يخالفهم تعيش توازنا يمنع ردعهم عن هذا الإستغلال اللاأخلاقي
لأن إيران تشكل كابوسا يرافق الأميركيين ويشغل بالهم بصفتها السند الأهم لقوى المقاومة التي تسبب الأرق والرعب لإسرائيل يريد الأميركيون منح الإسرائيليين بعض الشعور بالإطمئنان عبر ظهورهم من عرين المقاومة في بيروت يهاجمونها ويتهجمون على إيران
الرد الإيراني هو بداية موفقة ستفرض سياقا تراكميا بإستمرارها يضع الأميركيين بين خيار المواصلة ومنح الفرصة لمواقف إيرانية تزعجهم وتزعج إسرائيل أو إعادة النظر بأسلوبهم ذاته