يتوقف كثيرون أمام اللغة الترامبية كعلامة من علامات القوة الأميركية متجاهلين أن اللغة العنيفة القائمة على الرعونة لم تثمر يوماً تحسيناً في وضع أميركا في كل المواجهات المصيرية التي تخوضها.
– في ساحات الحرب أميركا تنسحب دون تحقيق الأهداف الفعلية التي أرادتها ولا حتى الأهداف التي أعلنتها وفي ساحات التفاوض تفشل أميركا رغم لغة التهديد بنيل ما تريد.
– يخطئ من يظن الاتجاه الأميركي نحو أميركا اللاتينية علامة من علامات القوة وتاريخ أميركا يقول إن قدرتها على تحمل التعدد السياسي والتعايش مع حالات ثورية في أميركا اللاتينية كان من علامات قوتها، طالما لديها فرص الانتصار في ساحات المواجهة الكبرى. وهي لا تلتفت إلى حديقتها الخلفية لتجعلها ساحة رئيسية تخطف أنظار الأميركيين وتجبرهم على الانخراط في المتابعة وتراهن على استنهاضهم من بوابة الشعور بالخطر إلا عندما تشعر أن الفشل آتٍ في الخارج وتجب التغطية عليه وتبرير الانسحاب منه بذريعة أولوية الخطر الأقرب.
– تفجير الصراع في فنزويلا لا يملك الآمال بالفوز إلا ضمن رهان على إشعال حرب تحتاج جبهة مثل كولومبيا على حدود فنزويلا تشكل الشرعية المفتعلة للرئيس المؤقت غطاءها السياسي لطلب التدخل والحصول على السلاح وامتلاك الظهير.
– المسارعة الكندية والكولومبية للاعتراف بالانقلاب المدبر بصورة مفتعلة دستورياً لن يسقط الشرعية الدستورية للرئيس مادورو ولن يوفر انحياز الجيش للانقلاب، لكنها ستشكل مناخ أخذ فنزويلا نحو حرب أهلية تلاقي التصعيد الأميركي ضد المكسيك والعودة لحصار كوبا ضمن الأبعاد العنصرية ذاتها المهيمنة في الداخل الأميركي بوجه ذوي الأصول السوداء واللاتينية.
– أميركا الخارجة من آسيا والعاجزة في أوروبا لن تنجح في الهيمنة على ساحات الحرية اللاتينية التي تتصدّرها فنزويلا.
ناصر قنديل
2019-01-30 | عدد القراءات 2192