قمة وارسو وقمة سوتشي

ـ في توقيت واحد تنعقد قمة سوتشي لرؤساء روسيا وإيران وتركيا وتدعو واشنطن لعقد قمة في وارسو بدأتها تحت عنوان الحشد ضدّ إيران ثم عدّلت العنوان ليصير مكافحة الإرهاب والوضع في الشرق الأوسط، وفي الحالين شهدت الدعوات الأميركية خيبة أمل بنسبة الحضور، علماً أنّ مستوى الدعوة هو لوزراء الخارجية، وبدا بوضوح أنّ القوى الفاعلة في العالم والمؤثرة في المنطقة قرّرت مقاطعة مؤتمر وارسو، خصوصاً روسيا وتركيا وأوروبا، ويبدو مؤتمر وارسو بلا جدول أعمال يتخطى البيان العام وتغيب عنه القدرة على بلورة خطوات عملية.

ـ القمة الرئاسية لروسيا وإيران وتركيا مخصّصة لمهام محدّدة عنوانها ما بعد الإنسحاب الأميركي من سورية ومستقبل مكافحة الإرهاب في إدلب، والواضح أنّ القمة ستكون حاسمة في المجالين رغم المشاغبات الفرنسية التخريبية لمساعي الحوار القيادات الكردية مع الحكومة السورية ومساعي العودة لإتفاق أضنة بين تركيا وسورية، والواضح أيضاً أنّ المراوغة التركية تقترب من خط النهاية بالبحث عن جائزة ترضية في منبج كما أظهر تصريح الرئيس التركي عن تفاهم مع روسيا حول خروج من وصفهم بالإرهابيين منها.

ـ قمة سوتشي ستطلق الحملة العسكرية لتحرير إدلب وتضع التفاهمات السورية التركية كضرورة على جدول الأعمال باعتبار وحدة وسيادة سورية عبر بسط الدولة السورية لسيطرتها على الجغرافيا السورية وحده يضمن أمن الحدود السورية التركية وفتح الباب للعودة لاتفاق أضنة مهّد له الرئيس التركي بما وصفه التواصل الاستخباري مع الدولة السورية.

ـ الجدية في العمل السياسي تظهر القوة كما في سوتشي والاستعراض يفضح الضعف كما في وارسو.

التعليق السياسي

2019-02-06 | عدد القراءات 2060