خط النهاية مرسوم بالعودة إلى 2011

– خلال سنوات مضت كان اللاعبون الرئيسيون في الحرب السورية الدولة التركية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، رغم حضور مباشر لواشنطن ومال وفير للرياض وإعلام فاعل للدوحة وحشد كبير لتنظيم القاعدة، فلكل الآخرين مصالح وأدوار وأهداف في سورية، لكن البعد الوجودي والمصيري في الحرب بقي لكل من تركيا و«إسرائيل».

– البعد الوجودي والمصيري لكل من تركيا و«إسرائيل» كان بحجم الآمال المعلقة على الأدوار الكبرى والمكاسب الهائلة في حال الفوز بالحرب كما كان بحجم الخيبات والخسائر والمخاطر في حال خسارتها، ولذلك قاتلت تركيا و«إسرائيل» بكل ما لديهما وما كان من قتال الآخرين كان بصورة غير مباشرة نجاحاً تركياً أو إسرائيلياً بحشد القوى وتوريطها مباشرة أو عبر تحريك واشنطن كما هو الأمر في الحال الإسرائيلية.

-الواضح من مسار ما شهدته الحرب أن تركيا و«إسرائيل» خسرتا رهان الفوز وأنهما تقاتلان عند خط رسم قواعد اشتباك تخفض الخسائر وتبعد المخاطر، ويكفي تباهي كل من الرئيس التركي ورئيس حكومة الاحتلال بأنه سيبحث الشأن السوري مع الرئيس الروسي دليلاً على فقدان زمام المبادرة والانتقال من خط تحقيق الأرباح إلى خط تخفيض الخسائر.

– دأب الرئيس الروسي منذ تموضع قواته في سورية على نصح الرئيس التركي ورئيس حكومة الاحتلال بالإقدام على الاستثمار الطوعي في معادلة قيام الدولة السورية بحفظ حدودها والسيطرة عليها وفقاً للاتفاقات السابقة وإنهاء الوجود المسلح الذي تحميه كل من تركيا و«إسرائيل» للعب بالداخل السوري لحساب تسليم الجغرافيا الحدودية للدولة السورية قبل أن ينشأ عن الفعل ردّ فعل يصير أمراً واقعاً فتتعاظم المخاطر الحدودية.

– خلال الزيارات المرتقبة للرئيس التركي ورئيس حكومة الاحتلال إلى روسيا ولقاء رئيسها محاولات يائسة لنيل استثناءات تحفظ ماء الوجه ضمن عنوان كبير هو قبول العودة إلى ما كان عام 2011 من اتفاق فك الاشتباك في الجولان واتفاق أضنة في الشمال والجواب الروسي واحد، لا جوائز ترضية على حساب سيادة ووحدة سورية.

ناصر قنديل

2019-02-08 | عدد القراءات 2656