الجولة التي بدأها ولي العهد السعودي بباكستان وشملت الهند وتستمر في الصين ليس مجرد حملة علاقات عامة لبناء صلات مع قادة دول شرق آسيا المحورية كقائد للدولة النفطية الأولى والطامح للعب دور إقليمي ودولي
محمد ين سلمان يعرف التعقيدات المحيطة بالعلاقات الأميركية بكل من باكستان والهند والصين ويعرف مكانة هذه الدول في التشكل الجديد لآسيا وسعيها مع إيران من جهة وروسيا من جهة موازية لتشكيل مرجعية آسيوية مستقلة عن السياسات الأميركية ولو تقاطعت المصالح أحيانا فتكون العلاقة علاقة مصالح من موقع مستقل
يتحرك بن سلمان من جهة ليفرض السعودية شريكا في قيادة آسيا الجديدة وهو يدرك تراجع القبضة الأميركية في القارة ومن جهة موازية يتحرك أملا بجعل العلاقة مع إيران اقل حرارة مقدما العلاقة بالسعودية بديلا إسلاميا قادرا على المستوى النفطي الذي يشكل مصدر إهتمام للدول الثلاثة وعنوانا لتفادي العقوبات الأميركية والصادم مع واشنطن
ليس لدى باكستان والهند والصين اسباب للقطيعة مع السعودية لكن ليس لديها أسباب للمفاضلة بين السعودية وإيران فلكل منهما مبررات كافية ليكون على جدول الأعمال والعقوبات الأميركية موضع إنتباه لدى الجميع لكن ليس لدى الدول الثلاثة استعداد للتصرف كمجرد عبيد للقرار الأميركي
لن يترتب على زيارة بن سلمان نجاحات في بناء جبهة بوجه إيران ترضي الأميركي ولا قطيعة مع إيران بل حياد في النزاع الإيراني السعودي وتركيزا على حسابات وعلاقات المصالح هو ما تعتبره إيران كافيا في المرحلة الراهنة ولا تمانع بضم السعودية إلى اي سياق آسيوي طالما ليست السعودية بموقع ملء الفراغ الذي تملأه إيران في افغانستان وسواها
فشلت السعودية في جبهات غرب إيران بتطويقها عبر العراق وسورية فجاءت شرقا في محاولة يائسة لن يكتب لها النجاح