– يُكثر البعض الحديث عن وصاية روسية على القرار في سورية، وآخرون يتحدثون عن هيمنة إيرانية، وبعض ثالث يتحدّث عن صراع وتقاسم روسي إيراني، وبالرغم من كون هؤلاء جميعاً يقفون في معسكر العداء لسورية ويقولون كلامهم بهدف النيل من مكانة الدولة السورية، إلا أنه يفوتهم أن حججهم المستندة إلى التركيز على الدعم العسكري والمالي الذي تتلقاه الدولة السورية من حلفائها لا يتعدّى كونه محاولة ربط سطحية للوقائع.
– تشكل مرجعية الموقف الروسي والإيراني بالوقوف مع سورية عاملاً مهماً في فهم التوازنات المحيطة بتحالفهما مع سورية وبتوازنات العلاقة التحالفية نفسها، فمشروعية التموضع المباشر في الحرب جاءت تحت عنوان خيضت لتثبيته معارك سياسية وإعلامية ودبلوماسية وهو السيادة الوطنية للدولة السورية، والشرعية الدستورية لمؤسساتها، وبقدر ما يمثل هذان العنوانان مصدر التفوّق الروسي الإيراني على التدخلات المقابلة التي وقفت وراءها واشنطن وتركيا والسعودية و»إسرائيل»، ونجح الروس والإيرانيون بالفوز عليها بقوة الشرعية والسيادة التي افتقدت إليها هذه التدخلات، صارت للسيادة والشرعية مفاعيل حاضرة في منطق التحالف نفسه.
– تأتي تضحيات الشعب والجيش في سورية في مقدمة العناصر التي تأسس عليها ميدانياً تحقيق التفوق على المعسكر المقابل، كما تأتي مواقف الرئيس السوري في مقدمة العناصر التي صاغت الرؤية السياسية لقيادة الحرب ما منح مفهومي السيادة والشرعية مصادر قوة إضافية.
– يكفي النظر لمنطق العلاقة الروسية والإيرانية بتركيا وإدارتها وفقاً لمسارات أستانة وتفاهماتها من جهة، والانتباه إلى أن السقف النهائي يرسمه موقف الدولة السورية والرئيس السوري لإدراك أن اللاعب الأقوى في المعادلة هو الدولة السورية في وجه الخصوم وفي داخل معسكر الحلفاء أيضاً.
ناصر قنديل
2019-02-22 | عدد القراءات 2232