كانت القاعدة حتى العام 2010 كائنا كامنا موجود في العراق وأفغانستان تحت ضغط الملاحقة ، ولم يكن لأحد أن يتوقع أن تتحول بمولوديها الجديدين ، النصرة وداعش إلى اللاعب الرئيسي على مسرح الشرق الأوسط .
كانت قطر كدولة صغيرة متموضعة على ضفة دعم المقاومة والصراع مع السعودية أولويتها ، وجزيرتها القناة الأولى المحبوبة لدى جمهور المقاومة ، وكان الطابع الإسلامي للقناة لا يشير لخلفية حزبية بعينها ، فقد كانت خليطا لإسلاميين بعضهم من جذور الأخوان المسلمين وبعضهم الآخر على تماس مع القاعدة ، وكان إهتمامها بالقاعدة يبدو مهنيا من جهة و نكاية بالأميركيين من جهة أخرى ، فيما تبدو العلاقة بالقاعدة الأميركية والمكاتب الإسرائيلية ضرورات الواقعية السياسية .
كانت تركيا الدولة الإسلامية العلمانية الوحيدة القوية الصاعدة إقتصادية الناجحة بإنفتاحها على سوريا وإيران والعضو في الأطلسي في وقت واحد تبدو كحاضن لفلسطين من يوم قضية اسطول مرمرة ، ومساعي فك الحصار عن غزة واللغة العالية النبرة بوجه إسرائيل ، والعلاقة بالأخوان المسلمين كانت نوعا من تواصل مفيد لنقل عدوى العلاقة الجيدة بسوريا وإيران و إضعافا للحكومات العربية الدائرة في فلك أميركا والخانعة أمام إسرائيل .
عام 2010 تزامنت ثلاثة تطورات باتت اليوم معلنة وفي التداول :
بدأت العدوى في ليبيا وإمتدت إلى سوريا منتصف العام 2011 وتركيا وقطر ومعهما حماس هذه المرة ، وحكومتا تونس ومصر هذه المرة أيضا في خندق الدعوة لإسقاط الحكمين الليبي والسوري ولو إقتضى الأمر تدخلا أطلسيا يتحقق في ليبيا ويتسعصي في سوريا .
تكشفت حكومتا قطر وتركيا عن رأس الجسر لمشروع اميركي جديد عنوانه تسليم الحكم في المنطقة للأخوان المسلمين ، وبدت السعودية الشريك في معركتي سوريا وليبيا على ضفة أخرى في مسألة الأخوان .
فشل الأخوان ومعهم تركيا وقطر والسعودية وفرنسا وأميركا بإسقاط سوريا فسقطوا في مصر الموقع الأهم في العالم العربي ، وتراجع الدور التركي القطري لحساب السعودية .
ظهرت جبهة النصرة ومن ثم تنظيم داعش ، من رحم القاعدة ولم يعرف سبب تغيير الأسماء ، وبدا بقوة حجم العلاقة القطرية بالنصرة كما العلاقة التركية بداعش .
الأخوان يقودون القاعدة ، وتركيا وقطر في قلب لعبة الأخوان والقاعدة ، والمفردات الجديدة تغيير أسماء واثواب للقاعدة ، وأميركا ترى وتسمع وتصمت او تشجع أو تعترض بخجل .
اليوم داعش يروض تركيا بجعلها تحت الضغط الأميركي ، بعدما روض البرزاني في أربيل ، ويستنزف أكراد سوريا المستقلين وينقلهم لعباءة البرزاني ، و يقف عقدة لإيران وسوريا وحزب الله ، ويبرر بداعي الخوف سحب الودائع السعودية والخليجية للتسلح والحماية ، بينما النصرة برعاية قطرية زاد لأمن إسرائيل برعاية قطرية وقوة إستنزاف لحزب الله وسوريا على جبهات السلسلة الشرقية بين لبنان وسوريا وعلى حدود فلسطين .
إنتهى الربيع العربي و خلصت الثورة وجاء وقت الحقائق وأحجام تركيا وقطر والسعودية تتحدد تحت جزمة داعش والنصرة بعدما صار الأميركي حاضرا يدير بنفسه كل التفاصيل .
2014-11-09 | عدد القراءات 1769